2- لماذا يكره الإخوان عبد الناصر
انتهينا في المقال السابق حول كراهية الإخوان
لجمال عبد الناصر وتعرضنا لبعض أسباب تلك الكراهية وقد انقسم الرأي إلي قسمين في
التعاطف مع كلا الجانبين جانب يؤيد عبد الناصر وجانب يؤيد الإخوان وقد رأي البعض
في الجانب الأول أن عبد الناصر في تجربته وأيديولوجيته الاشتراكية والقومية كان
منشغلا بشكل كبير بالخارج وبالوطن العربي أكثر من انشغاله بأحوال الجبهة الداخلية
والمسيرة الوطنية وبالتالي لم يكن علي علم بتفاصيل ما يحدث في السجون الحربية
وغيرها مع المعتقلين السياسيين عامة والإخوان بشكل خاص ولكن مؤيدوا الإخوان كانوا يرون
أنه أي عبد الناصر كان علي علم بكل التفاصيل وساقوا علي ذلك أدلة منها :
- شهادات المعتقلين: العديد
من المعتقلين الإخوان المسلمين رووا شهادات تفصيلية حول التعذيب الذي تعرضوا
له، وبعضهم ذكر أنهم شاهدوا أو سمعوا عن زيارات لبعض المسؤولين، ومنهم عبد
الناصر، للسجن الحربي إلا أن ذلك لم يوثق ماديا بأي شكل
- وهناك أدلة أخري استندوا إليها
منها تصريحات بعض المسؤولين في ذلك الوقت
الذين أشاروا إلى أن التعذيب كان
وسيلة ضرورية لمواجهة ما اعتبروه تهديدًا للأمن القومي.
- ولكن المؤكد أن السياسة الرسمية المعلنة
للنظام تجاه الإخوان كانت قمعية، وهذا يشير إلى أن هناك موافقة على استخدام
أساليب قاسية.في التعامل معهم داخل السجون خاصة السجن الحربي الشير بقيادة
حمزة البسيوني
- وفي الجانب الآخر كانت هناك أدلة
تشير إلى عدم علم عبد الناصر بكل التفاصيل منها
- حجم السجون: كان هناك
العديد من السجون والمعتقلات، ومن الصعب على أي شخص، حتى الرئيس، أن يكون
على علم بكل ما يحدث فيها.
- ومنها أيضا التصريحات الرسمية حيث نفى
عبد الناصر في بعض المناسبات علمه بوقوع انتهاكات في تلك السجون.
- ومنها كذلك أن طبيعة النظام كان في
ذلك الوقت مركزيًا، ولكن كان هناك قدر من الاستقلالية للضباط المسؤولين عن
السجون.
لماذا هذا الموضوع مثير للجدل؟
- أهمية تاريخية: حتي لا
تضيع الحقائق التاريخية بفعل النسيان واجتهادات كتابة التاريخ المغرضة علي
هوي كل جانب في هذه القضية ذات الأهمية الكبيرة في فهم تاريخ مصر المعاصر
والعلاقة بين الدولة والمجتمع.
- وبسبب انقسام الروايات وتضاربها
حول هذا الموضوع ، جعل من الصعب الوصول إلى الحقيقة الكاملة.بشكل مؤكد
- وكعادة معظم النظم السياسية في
جميع أنحاء العالم فكل نظام له من الدوافع السياسية والمبررات لتبرير تصرفاته
تجاه خصومه وغالبًا ما يتم استغلال هذه القضية لأغراض سياسية حاضرة.
لهذا لا يمكن الجزم بشكل قاطع بما إذا كان عبد
الناصر على علم بكل تفاصيل التعذيب الذي كان يحدث في السجن الحربي. ولكن ما لا
يمكن إنكاره هو أن التعذيب كان واقعًا ملموسًا، وأن العديد من أعضاء الإخوان
المسلمين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب لأن النظام رأي أن نهج الإخوان في كتبهم
ووثائقهم والقضايا التي تعرضوا لها كان نهجا دمويا مرعبا فعلي نظام الحكم أن يتغدي
بهم قبل أن يتعشوا هم به .
لماذا يجب أن نهتم بهذا الموضوع؟
- العدالة الانتقالية: فهم ما حدث
في الماضي هو خطوة ضرورية لتحقيق المصالحة الوطنية.
- حماية حقوق الإنسان: يجب أن
نتعلم من أخطاء الماضي لضمان عدم تكرارها.
- البحث عن الحقيقة: يجب أن
نسعى دائمًا إلى معرفة الحقيقة، مهما كانت مؤلمة.
هذه مجرد نظرة عامة على الموضوع، وهناك الكثير من
التفاصيل المعقدة التي تحتاج إلى دراسة أعمق.
خاصة عند البحث في مثل هذه المواضيع، من المهم
الاعتماد على مصادر موثوقة ومتعددة.
كذلك يجب أن ننظر إلى
جميع الروايات بمنظور نقدي، وعدم قبول أي شيء دون دليل.
ولا ينكر أحد أنه ربما نكون
متحيزن لصالح الثورة ونحن على دراية بأن التحيز يمكن أن يؤثر على طريقة عرض
المعلومات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق