2 – تراجع الفنون والآداب في مصر والعالم
العربي
وهكذا لم تكن قصور النبلاء مجرد مساكن لهم بل
كانت ورش عمل فنية حية، حيث ازدهرت الموسيقى وتطورت من أشكالها الأحادية البسيطة
إلى قوالب بوليفونية معقدة ومتنوعة، مما مهد الطريق لعصر النهضة الموسيقية.
وفي المقابل كانت الفنون والآداب في مصر والعالم
العربي تشهد تراجعا وتخلفا كبيرا تحت ضغط الصراعات السياسية والفتوحات الكثيرة
شرقا وغربا والاحتلال
آليات رعاية
الأثرياء للفنون والآداب
يتخذ اهتمام الأثرياء العرب والمصريين بالفنون والآداب أشكالًا
متعددة، منها:
1. إنشاء
المتاحف والمعارض الخاصة:
o
يقتني بعض الأثرياء مجموعات فنية
نادرة، ثم يقومون بإنشاء متاحف خاصة لعرضها للجمهور، مما يساهم في إثراء المشهد
الفني ويجعل الفن متاحًا لعدد أكبر من الناس. على سبيل المثال، توجد العديد من
المتاحف التي أسسها أفراد في مصر، مثل متحف محمود خليل وحرمه الذي كان
قصرًا لأحد كبار جامعي التحف الفنية.
o
كما يمولون إقامة المعارض الفنية
المؤقتة والدائمة، سواء لفنانين محليين أو عالميين.
2. تأسيس
المؤسسات والمراكز الثقافية:
o
يقوم بعض الأثرياء بتأسيس مؤسسات
وجمعيات غير ربحية مكرسة لدعم الفنون والآداب، مثل مؤسسات الفكر العربي
التي تدعم الأبحاث والمنتديات الثقافية، أو مراكز الفنون التي تقدم ورش عمل
ومعارض.
o
هذه المؤسسات تعمل على تطوير المواهب،
نشر الإبداع، وتنظيم الفعاليات الثقافية.
3. دعم
الجوائز والمسابقات:
o
تساهم الجوائز الأدبية والفنية التي
يمولها أثرياء في تشجيع الإبداع وتقدير المواهب. هذه الجوائز تمنح الفنانين
والأدباء دفعة مادية ومعنوية كبيرة.
o
تُقام مسابقات في الشعر والقصة
القصيرة والفن التشكيلي، مما يكشف عن مواهب جديدة ويوفر منصات للشباب.
4. رعاية
المهرجانات والفعاليات:
o
يقدم الأثرياء دعمًا ماليًا كبيرًا
للمهرجانات السينمائية، الموسيقية، والمسرحية، مما يساعد على استمرارية هذه
الفعاليات ويرفع من مستوى جودتها.
5. دعم
التعليم الفني والأكاديمي :
o
تمويل المنح الدراسية للطلاب
الموهوبين في مجالات الفنون والآداب، سواء للدراسة داخل البلاد أو في الخارج.
o
المساهمة في بناء وتجهيز كليات ومعاهد
الفنون، ودعم برامج البحث العلمي في المجالات الثقافية.
6. إعادة
إحياء الصالونات الثقافية :
بالرغم من أن الصالونات القديمة قد
تراجعت، إلا أن هناك محاولات فردية لإعادة إحيائها بشكل عصري، حيث يستضيف بعض
الأثرياء والمثقفين لقاءات دورية تجمع الأدباء والفنانين والمفكرين للمناقشة
وتبادل الأفكار.
أمثلة معاصرة :
على الرغم من أننا لن نذكر أسماء معينة لأفراد حاليين، إلا أن
المشهد الثقافي المصري والعربي يزخر بجهود العديد من رجال الأعمال والأسر الثرية
التي تساهم بشكل فعال في دعم الفن. هذه المساهمات تتراوح بين:
- امتلاك صالات عرض خاصة ودور نشر تدعم المواهب الشابة.
- المشاركة في مجالس أمناء المتاحف والمؤسسات الثقافية
الكبرى
وتقديم الدعم المالي لها.
- إنشاء مؤسسات خيرية ثقافية تُعنى بالحفاظ على التراث ودعم
الإبداع المعاصر.
- رعاية مبادرات فنية مستقلة في مجالات مثل المسرح التجريبي،
الموسيقى البديلة والفنون البصرية الحديثة ومهرجانات السينما المختلفة
والمسابقات الادبية التي تحمل أسماء بعض الأثرياء والأمراء الذين أنشئوها
التحديات والآمال
بالرغم من تزايد هذا الاهتمام، لا تزال هناك تحديات. فالدعم
المقدم من الأثرياء، وإن كان مهمًا، لا يزال بحاجة إلى أن يكون أكثر شمولية
واستدامة. كما أن هناك حاجة إلى بناء شراكات أقوى بين القطاع الخاص والحكومة
والمجتمع المدني لضمان تطور مستدام للساحة الفنية والأدبية.
يبقى الأمل كبيرًا في أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي في رعاية
الفنون والآداب من قبل الأثرياء، لما له من أثر إيجابي بالغ على إثراء الحياة
الثقافية وتنمية المواهب وتقديم صورة حضارية مشرقة للمنطقة.
هناك نماذج بعينها تستحق أن يسلط عليها الضوء لخصوصيتها وتأثيرها
منها تبني ساويرس لمسابقات أدبية تحمل اسمه ومهرجانات سينمائية تحت رعايته
بالتأكيد! تعتبر عائلة ساويرس، وخاصة المهندس نجيب ساويرس
وشقيقه المهندس سميح ساويرس، من أبرز الأثرياء المصريين الذين تبنوا بشكل
مباشر وفعال دعم الفنون والآداب والرياضة في مصر. لقد ساهموا بشكل كبير في إثراء
المشهد الثقافي من خلال مبادرات رئيسية تحمل أسماءهم أو تتم برعايتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق