قراءة في
الأخبار
جريدة أخبار دمياط من أوائل الصحف الإقليمية
التي صدرت في محافظات مصر وقد أسسها صاحبها الراحل زكريا الحزاوي في عام 1949 وظلت
تصدر بانتظام حتي رحيله وكانت لا تباع في الأسواق ولكنها توزع بالبريد علي
المشتركين وقد شارك في تحريرها علي مدار تاريخها الطويل حشد كبير من الكتاب
والأعلام والشعراء في مصر عامة ودمياط علي نحو خاص أذكر منهم الراحل الكبير طاهر
أبو فاشا وبنت الشاطئ وسعد الدين عبد الرازق ويسرى الصواف وفاروق شوشة وزكي الغراز
وعبد الوهاب شبانة إلي جانب صاحبها بالطبع ولأن أغلبهم كان من كبار الكتاب فقد كان
اعتماد الصحيفة في صدر صدورها الأول علي المقال الصحفي الطويل ومعروف أن طاهر أبو
فاشا ظل لسنوات طويلة يكتب افتتاحية الصحيفة باستمرار ورغم أنه لم يكن صاحب موقف
سياسي إلا أنه اضطر كثيرا لمسايرة الأحداث فكتب الافتتاحيات السياسية التي كان من
المفترض أنها تعبر عن سياسة الصحيفة من تلك الأحداث ومن بعد رحيله كتبها سعد الدين
عبد الرازق حتي لقي ربه فاستأنف كتابتها عبد الوهاب شبانة بارك الله في عمره ومع
مرور الزمن وزيادة أعباء طباعة الصحيفة اقتصر صدورها علي فترات متباعدة طالت في
بعض الأحيان وفقدت انتظام دوريتها وصدورها ونتيجة لذلك أصبح من العبث أن تعتمد علي
الأخبار الصحفية سريعة الجريان فنأت عن ذلك لصالح المقال الصحفي المطول في أغلب
الأحوال حتي وصلنا في عددها الأخير الصادر في التاسع عشر من أبريل 2014 والذى يحمل
رقم 198 فنجد أخبار دمياط قد اكتظت بعدد كبير من كتاب تلك المقالات وصلوا إلي
أربعة عشر مقالا أكثرها مقالات مطولة شغل بعضها صفحة بأكملها ولأن الصحيفة تسعي في
المقام الأول في الآونة الأخيرة إلي الربح باعتبارها نشاطا تجاريا بطبيعة الحال
فقد جاءت هذه المقالات بمثابة خلفية صحفية تكمل الشكل العام للجريدة التي تهتم
أكثر بتنسيق الإعلانات بدءا من صفحتها الأولي وحتي الصفحة الأخيرة حتي أن بعض تلك
المقالات جاء يحمل في طياته إعلانا تجاريا مستترا ربما حتي عن أعين أصحاب الجريدة
كما في مقال الدمياطي لا يستسلم لكاتبه إبراهيم الحلبي والذى حمل دعاية كبيرة
وذكية نوعا لأحد المطاعم الدمياطية الشهيرة واختفي تماما أو يكاد الخبر الصحفي من
الجريدة وقد يبلغ التفاؤل مبلغه عند البعض أن تلك المقالات لها من يقرؤها من القراء
في حين أن القارئ من هذه النوعية التي تقبل علي قراءة تلك المقالات المطولة قد
انتهي من بعد توقف محمد حسنين هيكل عن كتابة بصراحة إبان فترة الحكم الناصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق