من فبراير 1905 : 8 من سبتمبر 1993
زكى نجيب محمود هو مفكر وفيلسوف مصري، يلقب
بأديب الفلاسفة لاشتغاله بالأدب والفلسفة فى نفس الوقت، ورائد التيار العلمي في
النهضة العربية في القرن العشرين.
حياته:
ولد زكى نجيب محمود فى قرية ميت الخولى التابعة لمركز الزرقا بمحافظة دمياط
المصرية فى (1 من فبراير 1905).
النشأة والتعليم
دخل الكتاب ليحفظ شيئا من القرآن، ثم التحق
بمدرسة السلطان مصطفى الأولية بميدان السيدة زينب بالقاهرة وهو فى الخامسة عشرة من
عمره بعد أن انتقلت أسرته إلى القاهرة بعد أن عمل أبوه بمكتب حكومة السودان
بالقاهرة.
و بعد أربع سنوات انتقلت الأسرة إلى السودان
وهناك أكمل تعليمه الابتدائي بكلية غوردون في الخرطوم وأمضى سنتين في التعليم الثانوي
ويلتحق بعدها بمدرسة المعلمين العليا وهى المدرسة التي أنجبت لمصر كثيرا من
أدبائها .
تخرج وعمل بالتدريس حتى سنة 1943 سافر بعدها إلى
انجلترا في بعثة دراسية لنيل درجة الدكتوراه فى الفلسفة وتمكن من الحصول عليها من
جامعة لندن سنة 1947 وكانت أطروحته بعنوان "الجبر الذاتي" وقد ترجمها
تلميذه الدكتور إمام عبد الفتاح إلى العربية.
بعد عودته الى مصر التحق بهيئة التدريس في قسم
الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة وظل بها حتى أحيل على التقاعد سنة (1965) فعمل
بها أستاذا متفرغا ثم سافر إلى الكويت سنة (1968) حيث عمل أستاذا للفلسفة بجامعة
الكويت لمدة خمس سنوات متصلة.
وإلى جانب عمله الاكاديمى انتدب سنة (1953 ) للعمل في وزارة الإرشاد القومي
(الثقافة) وهى الوزارة التي أنشأتها حكومة الثورة ثم سافر بعدها إلى الولايات
المتحدة الأمريكية فى العام نفسه وعمل أستاذا زائرا في جامعة كولومبيا بولاية
كارولينا الجنوبية وبعد أن أمضى بها الفصل الدراسي الثاني ثم عمل ملحقا ثقافيا
بالسفارة المصرية بواشنطن بين عامي (1954 - 1955) .
الصحافة وتقريب الفلسفة
اتصل زكى نجيب محمود بالصحافة في فترة مبكرة من
حياته وكانت بدايته المنتظمة مع مجلة الرسالة التي أنشأها أديب العربية الكبير
أحمد حسن الزيات منذ صدورها سنة 1932 وصار يواليها بمقالاته ذات الطابع الفلسفي أسبوعا
بعد آخر.
و عن طريق اتصاله بمجلة الرسالة تعرف إلى الأستاذ
أحمد أمين الذي ضمه معه إلى لجنة التأليف والترجمة والنشر والتي كان يترأسها وتضم في
عضويتها عددا من أعلام العصر وكبار رجال الفكر وقد توثقت الصلة بين الرجلين وأثمر
ذلك عن اشتراكهما في تأليف ثلاثة كتب هي: قصة الفلسفة اليونانية وقصة الفلسفة
الحديثة وقصة الأدب في العالم. أثناء هذه الفترة ظهرت مجلة الثقافة برئاسة أحمد
أمين وبمعاونة من لجنة التأليف والترجمة فاشترك فى تحريرها زكى نجيب محمود ووالاها
بمقالاته المتعددة.
في سنة 1965 عهدت إليه وزارة الثقافة في عهد
وزيرها محمد عبد القادر حاتم بإنشاء مجلة فكرية رصينة تعنى بالتيارات الفكرية
والفلسفية المعاصرة، فاصدر مجلة "الفكر المعاصر" ورأس تحريرها وقام
عليها خير قيام ودعا كبار رجال الفكر في مصر للكتابة فيها وشارك هو فيها بمقال شهري
ثابت تحت عنوان "تيارات فلسفية" وظل يرأس تحريرها حتى سافر إلى الكويت
للعمل في جامعتها.
و بعد عودته من الكويت انضم إلى الأسرة الأدبية
بجريدة الأهرام سنة 1973 اهتمام الصحافة بهذه المقالة الرصينة أن خمس صحف عربية
كانت تنشر هذا المقال في نفس يوم صدوره بالقاهرة.
فكره
مرت حياة زكى نجيب محمود الفكرية بثلاثة أطوار انشغل في الأولى التي امتدت حتى
سفره إلى أوروبا بنقد الحياة الاجتماعية في مصر وتقديم نماذج من الفلسفة القديمة
والحديثة والآداب التي تعبر عن الجانب التنويري ويتمثل هذا النشاط في الكتب
الثلاثة التي اشترك في تأليفها مع أحمد أمين والتي اشرنا إليها من قبل.
وبدأت المرحلة الثانية بعد رجوعه من أوروبا
وامتدت حتى الستينيات من القرن العشرين وفى هذه الفترة دعا زكى نجيب إلى تغيير سلم
القيم إلى النمط الاوروبى والأخذ بحضارة الغرب وتمثلها بكل ما فيها باعتبارها
حضارة العصر ولاشتمالها على جوانب ايجابية فى مجال العلوم التجريبية والرياضة ولها
تقاليد في تقدير العلم وفى الجدية فى العمل واحترام إنسانية الإنسان وهى قيم
مفتقدة في العالم العربي.
وفي هذه الفترة دعا إلى الفلسفة الوضعية
المنطقية ونذر نفسه لشرحها وتبسيطها وهى فلسفة تدعو إلى سيادة منطق العقل والى رفض
التراث العربي وعدم الاعتداد به. وعبرت كتبه التي ألفها في هذه الفترة عن هذا
الاتجاه مثل الفلسفة الوضعية وخرافة الميتافيزيقا.
أما المرحلة الثالثة فقد شهدت عودته إلى التراث العربي
قارئا وباحثا عن الأفكار الجديدة فيه وعن سمات الهوية العربية التي تجمع بين الشرق
والغرب وبين الحدس والعقل وبين الروح والمادة وبين القيم والعلم.
مؤلفاته
المنطق الوضعي - خرافة الميتافيزيقا – نحو فلسفة علمية – حياة الفكر فى العالم
الجديد – برتراند رسل – الشرق الفنان - تجديد فى الفكر العربي – المعقول واللا
معقول في تراثنا الفكري – ثقافتنا فى مواجهة العصر – مجتمع جديد أو الكارثة – رؤية
إسلامية – في تحديث الثقافة العربية .
جوائز وتقدير لأعماله
و قد لقي إنتاجه تقدير الهيئات العلمية ونال
عليه العديد من الجوائز والأوسمة فحصل على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1960 عن
كتاب نحو فلسفة علمية وعلى جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1975.
منقول : بقلم نسمة أحمد