ذكريات خلت
في مدينة الزرقا بدمياط جمعنا مقهى حمزة أبو السعود شلة متقاربة الأعمار والمشارب وإن كنت يومها
أصغرهم سنا إلا أننا كنا مجموعة متميزة من الشباب المحب لبلده ووطنه كان كبيرنا
الراحلون كامل أبو فوده ومحمد الدالي ومحمد الحضري ومحمد عبد الجواد الصايغ
وإبراهيم الحديدي وكمال سرحان جمعنا التسامر ولعب الدومينو والطاولة أحيانا وبعد
أن أغلقت قهوة المعلم حمزة انتقلنا إلي قهوة العربي قايد وفي الأعياد كان ينضم
إلينا قادمين من موطن اغترابهم فايز الكرتة وكمال الشيحة ومصطفي شاهين
وكان التصاقي أكبر بمحمد الدالي ومحمد عبد الجواد حيث كنا نتلاقي في الطريق
إلي العمل بدمياط عبر وسائل المواصلات المتاحة سواء كان أتوبيس شرق الدلتا الراحل
أيضا أو التاكسي وازداد اقترابي أكثر من محمد الدالي بحكم تكرار لقاءاتنا في
الاجتماعات الرسمية حيث كنت كرئيس مصلحة أحضر اجتماعات المجلس التنفيذي والمجلس
المحلي وبحكم أنه كان رئيسا للجنة الصحة بالمجلس المحلي وعضو اللجنة الدائمة فكنا
نلتقي كثيرا وزادت أواصر تلك الصداقة المحترمة حتى وإن اختلفنا في توجهاتنا
السياسية فقد كان الدالي عضوا ملتزما بمعني كلمة الالتزام ومضمونها بالحزب الوطني
الحاكم ومن قبله في حزب مصر بينما كنت أنا عضوا مناوئا في منبر اليسار الذي صار
حزبا للتجمع الوطني فيما بعد انتخابات مجلس الشعب في عهد ممدوح سالم وعلي أيدي
صانع المنابر الرئيس الراحل أنور السادات ومع ذلك لم تنفصم عري الصداقة والمحبة
فيما بيننا إلي أن لقي ربه وأحمد الله أن امتد بي العمر لأكون صديقا لفلذة كبده
المحامي اللامع والحصيف نبيل محمد الدالي مما يثلج الصدر ويعطي انطباعا أثيرا بأن
العلاقة ممتدة مع أخي وحبيبي وصديقي الراحل رحمه الله وطيب ثراه هو ومن افتقدنا من
أصدقاء أعزاء وأهل وأحبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق