الجمعة، 20 سبتمبر 2019

14 - صفحات من تاريخ الثقافــــة الجمـــاهيرية - زيارات للخارج



14 - صفحات من تاريخ

الثقافــــة الجمـــاهيرية


زيارات للخارج

قمت من خلال عملي بالثقافة الجماهيرية بعدة زيارات لبعض الدول بدأت عام 1974 بزيارة إلي ألمانيا الشرقية مع الزميلة ليلي صلاح الدين لتمثيل وزارة الثقافة في احتفالاتهم بعيد العمال أيامها ثم رئيسا لوفد فني في مهرجان للفنون الشعبية ببلجيكا مع فرقة الشرقية للفنون الشعبية ثم اليونان مع فرقة المحلة للفنون الشعبية ثم تركيا مع فرقة التنورة أما الرحلة إلي أمريكا فقد كانت  من 27 يوليو إلي 27 أغسطس 1990 وكانت بدعوة من المركز الثقافي الأمريكي بالإسكندرية وكان معي الزميلة ليلي مهدي وكانت في ذلك الوقت مدير عام الثقافة بالإسكندرية وكنت مديرا عاما للثقافة بدمياط وكان معنا سعيد الهمشري مدير قصر ثقافة كفر الدوار بالبحيرة في ذلك الوقت فقط وكانت الدعوة لثلاثتنا بناء علي أنشطة مشتركة تمت بيننا وبين المركز الثقافي الأمريكي بالإسكندرية وكان مديره أمريكي من أصل لبناني يدعي الدكتور نبيل خوري ، فبالنسبة لنا في دمياط كان الدكتور جويلي وهو محافظ لدمياط قد وجه الدعوة للسفير الأمريكي فرانك وايزنر بالقاهرة لزيارة دمياط وأقمنا له حفلا ثقافيا فنيا بناء علي طلب المحافظ قدمنا فيه بعض الأنشطة الثقافية بدمياط التي أعجبتهم ورأي الجانب الأمريكي أن هذا الجهاز الثقافة الجماهيرية جهاز مهم ويجب عليهم أن يعرفوه أكثر فكانت الدعوة ورتبوا لنا برنامجا يتفق مع اتجاهات كل منا فتضمن برنامج الزيارة زيارة متاحف عن نشأة الصحافة وتطورها في أمريكا من منطلق دراستي الصحفية وتضمن زيارات لمعارض فنون تشكيلية ومتاحف فنية بحكم اهتمامات ليلي مهدي كخريجة فنون جميلة وتضمن زيارة بعض المراكز العلمية في مجال الزراعة حيث أن سعيد الهمشري كان خريج زراعة إلي جانب زيارة المراكز الثقافية في سبع ولايات بأمريكا في الشرق والوسط والغرب والجنوب فبدأت من واشنطن وانتهت بنيويورك ومن المصادفات الغريبة أن يقع غزو صدام حسين للكويت ونحن في منتصف الزيارة وتتهافت علينا وسائل الإعلام للتسجيل معنا حول الموقف من هذا الغزو ومعرفة معلومات أكثر عن المنطقة فالرأي العام هناك في الولايات المختلفة لا توجد لديه أي معلومات أو اهتمامات بأخبار المنطقة إلا من خلال ما يبث لهم من أخبار في نشرات الأخبار حني أنني مرة كنت أستقل المترو في نيويورك وكنت جالسا بجوار شاب أمريكي وفتاة أمريكية وكان يتصفح النيوبورك تايمز وتتصدرها صور الغزو والاستعدادات الأمريكية العسكرية لمواجهته وسألت الفتاة الشاب من هو صدام هذا وأشارت إلي صورته في الصحيفة فكانت إجابة الشاب ( هذا حاكم لإحدى الدول العربية تسمي العراق تحوي ثلث البترول بتاعنا في منطقة الشرق الأوسط ) - إجابة كافية لتحليل موقف الرأي العام هناك من الأزمة البترول في الشرق الأوسط خاص بأمريكا ومن يهدده سيكون مصيره هو نفس مصير  صدام حسين  ،  وكانت رحلة ممتعة ومفيدة جدا ذلك أنني رأيت المجتمع الأمريكي الحديث النشأة فعمره وقتها كان 500 عام فقط وكانوا يحتفلون في ولاية أوهايو بذكرى اكتشاف كولميس لأمريكا منذ 500عام وحضرنا جانبا من هذا الاحتفال في جامعة مدينة كولمبس  عاصمة ولاية أوهايو التي تحفل بعدد غير قليل من العلماء والأساتذة المصريين أما الانطباع عن هذه الرحلة فقد سجلته يومها في سجل زيارات مركز كنيدي الثقافي بواشنطن والذي يعد أكبر مركز ثقافي في العالم حيث كتبت ( إن الشعب الأمريكي يستحق ما هو فيه من حضارة وتقدم ونحن في الشرق نستحق ما نحن فيه من تخلف )  لأنهم يعملون بجد ويعطون للعمل حقه ويعطون للترفيه يومي الأجازة الأسبوعية حقها أيضا بترتيب وجدية ولم أجد ما نعرفه هنا عن المجتمع الأمريكي من أنه مجتمع منحل خلقيا ودينيا وتلتهمه أمراض فتاكة مثل الإيدز كل هذا لم أره هناك علي أرض الواقع ولكن وجدنا مجتمعا عاملا منظما رغم اختلاف الثقافات الشديد هناك فقد هاجر إلي هذا المجتمع الجديد مهاجرين من كل بقاع الأرض وكل فئة تحاول أن تحتفظ بثقافتها وتراثها في المجتمع الجديد بالإضافة إلي ثقافة السكان الأصليين للأمريكتين من الهنود الحمر إلا أن الجميع قد ذاب في ولاء شديد للأم الجديدة أمريكا ونشأت ثقافات جديدة من خليط هذه الثقافات الأسبانية والبرتغالية في الجنوب الشرقي في ولايات فلوريدا ونيويورك والأوربيين في الشمال والسكان الأصليين في الوسط والشرقيين عموما عرب وفرس وصينيين ومن جنوب شرق آسيا في ولايات الغرب خاصة في سان  فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا وكان من الغريب أن تجد في كل مدينة زرناها لابد من وجود الحي الصيني وعادة ما يكون هذا الحي أسفل المدينة (down town ) ويتميز برخص الأسعار حيث استطاعت المنتجات الصينية هناك أن تنافس وبشدة المنتجات الأمريكية في عقر دارها جودة وسعرا غير ما تعارفنا عليه هنا حيث أن ما يصلنا من منتجات صينية عادة منتجات رديئة الصنع ورخيصة الثمن وذات عمر استهلاكي قصير إلا أن ما تصدره الصين لأوربا وأمريكا غير ما تصدره لنا وبالقطع كانت هناك دروس مستفادة من هذه الزيارة وغيرها ربما يكون لها لقاء آخر .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق