الأربعاء، 18 سبتمبر 2019


13 - صفحات من تاريخ

الثقافــــة الجمـــاهيرية



نحن  وأمن  الدولة


في منتصف عام 1975 تقريبا كان سعد وهبة قد انتقل إلي ديوان عام وزارة الثقافة وكيلا أول للوزارة وعين سعد عبد الحفيظ رئيسا للثقافة الجماهيرية وكانت قد ظهرت اتجاهات لتحويل كيانات الثقافة الجماهيرية في المحافظات إلي مديريات وكان المهندس سعد الكسار( دمياطي أصلا ) قد رقي مديراعاما في الثقافة الجماهيرية وكانت هي الدرجة الوحيدة للمدير العام بعد الراحل محمود سامي ومحمد يوسف وكانت نوايا سعد الكسارالإيحاء إلي سعد عبد الحفيظ بتعيين أحد أبناء المنصورة رحمه الله مديرا للثقافة في دمياط بعد كل ما بذلته في المحافظة فذهبت إلي سعد وهبة في الوزارة بالزمالك في شارع شجرة الدر وقابلته وحكيت له ما يحدث فهاج وثار وطلب سعد عبد الحفيظ تليفونيا وأمره بإعطائي حقي وبالفعل صدرالقراربتعييني مديرا لمديرية الثقافة بدمياط وظل الوضع علي ما هوعليه حتى تم تعيين عبد المنعم الصاوي وزيرا للثقافة واعتكف سعد وهبة في مكتبه الخاص بشركة الفجر للإنتاج الفني وجاء الصاوي بعبد الفتاح شفشق ليتولى رئاسة الثقافة الجماهيرية عام 1977 وجاء الرجل محملا بقرارات جاهزة لنقل جميع المديرين الموالين لسعد وهبة خارج محافظاتهم واستدعاني شفشق لمكتبه وقال لي بأن معه قرارا بنقلي إلي الوادي الجديد فقلت له لماذا فقال لأنك مصنف عند الوزير أنك شيوعي وحولت القصر إلي خلية شيوعية فقلت له لو كنت شيوعي في دمياط فسوف أكون بعد النقل أكثر خطرا بشيوعيتي في الوادي الجديد ثم أن الفيصل في هذا التصنيف هو جهاز أمن الدولة وكان علي رأسه في دمياط اللواء إبراهيم الشيخ وكان رجلا أمينا وحكيما وكانت قد حدثت أزمة الأدباء في بورسعيد واعتقل محمد السلاموني ثم قبض علي كامل الدابي هنا في دمياط كشاهد علي السلاموني وكان موفدا إلي بورسعيد مع وفد أدبي من دمياط للمشاركة في احتفال بورسعيد بعيدها القومي وهذا الموضوع وحده يحتاج لصفحات طويلة للكلام عنه فخباياه كثيرة حتى الآن المهم اقتنع شفشق بكلامي ووعدني بإرجاء القرار حتى يأتي إلي دمياط ويقابل المحافظ ورئيس أمن الدولة لسؤالهم عني وبالفعل قدم إلي دمياط والتقي بالمحافظ المهندس محمد عبد الهادي سماحة وكان معه سكرتيرا عام من القلائل المحترمين الذين عملوا بالمحافظة اسمه محي عبيد وحضر اللقاء إبراهيم الشيخ مفتش أمن الدولة وأجمع الكل علي شهادة إيجابية لصالحي خرج بعدها شفشق وكان بصحبته الزميل العزيز الفنان عبد الرحمن الشافعي وعاد وقرر الإبقاء علي في موقعي ، كان قد سبق ذلك انتخابات لمجلس الشعب عام 1976 في عهد ممدوح سالم وكان السادات قد حاول انتهاج منهج أقرب إلي الديمقراطية بدلا من الحزب الواحد الاتحاد الاشتراكي بعد حادثة مراكز القوي وما أطلق عليه بعد ذلك ثورة التصحيح فأنشأ ثلاث منابر يسار ووسط ويمين وانضممت بطبيعة الحال إلي منبر اليسار وكان رئيسه خالد محي الدين وكان معنا في البداية بدمياط محسن الليثي ومحمد حبيب الشناوي وبعض كوادر منظمة الشباب التي كانت قد حلت وأقنعوني بالترشيح لمجلس الشعب في دائرة فارسكور وكان المنافس هناك عبد الرءوف شبانة صاحب معامل الجبن  المعروف رحمه الله مرشحا للوسط وفي دمياط كان مرشحا محمد عبد السلام الزيات و في منافسة مع حمدي عاشور وكان طبيعيا أن يلتف المثقفون حول الزيات فاتهم الجميع بالشيوعية وتفرغ موسي صبري في الأخبار لمهاجمة الجميع وفاز حمدي عاشور وشبانه وهزم سعد وهبة في الأزبكية في مواجهة عبد المنعم الصاوي يومها قال لي سعد وهبة ( أنت وصابر بخيت مدير البحر الأحمر اللي وديتوني في داهية ) بسبب انتمائنا لمنبر اليسار والتصقت بنا من يومها تهمة الشيوعية وانعكست علي العمل في الثقافة الجهاز الحكومي والذي أصبح مطاردا ومحاصرا ومراقبا من أجهزة الأمن بعد ذلك باعتباره قد تحول بقصور الثقافة إلي خلايا شيوعية .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق