من أسباب تدهور الهواية والإبداع في قصور الثقافة
وجهت لي الكاتبة الواعدة دعاء البطراوي الدعوة لحضور
مناقشة مجموعتها القصصية ( لم تعد كما كانت ) في قصر الثقافة بدمياط ورغم أنني في
دور النقاهة بعد عملية جراحية في عيني لا يزال أمامي بعض الوقت لكي أتمكن من عمل
نظارة طبية تساعدني في قراءة ما أحب قراءته إلا أنني بادرت بشراء نظارة مكبرة من
السوق بدون استشارة طبيب لكي أتمكن من قراءة تلك المجموعة والمشاركة في مناقشتها
في ذلك اليوم تقديرا واحتراما لتلك الكاتبة وموهبتها وقد أنجزت المهمة بالفعل إلا
أنني الليلة الماضية وقبل الندوة المشار إليها بيوم واحد فوجئت بنشر خبر عن مناقشة
المجموعة علي الفيس بوك يتضمن أسماء النقاد الذين سيشاركون في مناقشة المجموعة ولم
يكن اسمي بينهم أو آخرهم علي الأقل وهم عادة من يناقش أي كتاب يناقش في نادي الأدب
بقصر ثقافة دمياط وهم أربعة من الأدباء الأعزاء دون غيرهم لا يمكن أن يتخلف أحدهم
ولو مرة عن أي مناقشة كما وأنه لا يسمح لغيرهم باقتحام هذا الميدان وعند مراجعة
الأمر مع الكاتبة أقرت بأنها لم تكن تعرف قوانين ولوائح نادي الأدب بدمياط في مثل هذه
الأمور واعتذرت عما جري وعند مناقشة الأمر مع الكاتب القصصي والمسرحي والشاعر
سابقا والناقد المتحقق ( كما قال ) صديقي الأعز سمير الفيل برر ذلك بأن لوائح
العمل المالية بنادي الأدب بقصور الثقافة تمنح مكافأة مالية للناقد عند مناقشة أي
كتاب في حدود ثلاثة نقاد فقط بينما أضيف الناقد الرابع وهو لن يصرف تلك المكافأة
وكذلك مدير الندوة لا يصرف له شيء أيضا علي اعتبار أنه عضو مجلس إدارة وأكد أن ذلك
يجري العمل به في الثقافة منذ 30 عاما في حين أنني فقط منذ خمسة عشر عاما عندما
كنت رئيسا لإقليم شرق الدلتا الثقافي ومن قبلها عندما كنت مديرا عاما لثقافة
الغربية ودمياط لم تكن تلك السبوبة مسموحا بها لأنها بلا شك تقتل الإبداع والهواية
والأمر في نظري يبرر سبب تدهور الثقافة والأدب بشكل عام في فروع الثقافة وقصورها
فقد تحول الأمر برمته إلي سبوبة وصراع علي التكويش علي كل ما يمكن التكويش عليه من
مال في شكل مكافآت عن المحاضرات الوهمية لمحاضرين بعينهم ثابتين في محاضرات تلقي
للكراسي الخاوية عادة أو اللجان الوهمية للنشر والتقييم وتحكيم المسابقات أو إدارة
الجلسات في المؤتمرات أو مناقشة الكتب في الندوات المغلقة فعلا علي قلة من
المريدين والمحبين ولأن اللائحة تمنع عضو مجلس إدارة نادي الأدب من التربح من وراء
عضويته فقد نأي بعضهم بأنفسهم بعيدا عن الانتخابات لكي يسوغ لنفسه الهيمنة
والتكويش في حين أنه من يدير بالفعل أنشطة تلك النوادي من وراء الستار وصرنا نري
رؤساء نوادي من طراز ( خيال المآته ) بديرون أنديتهم بالتليفون ويكتفون بأن يظل
اسمهم مكتوبا علي بطاقات التعريف كرئيس لمجلس الإدارة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق