الاثنين، 4 نوفمبر 2019

15 - صفحات من تاريخ الثقافــــة الجمـــاهيرية ثقافة بلا توجه.. حصان أعمى !

15 - صفحات من تاريخ

الثقافــــة الجمـــاهيرية
ثقافة بلا توجه.. حصان أعمى !











كنا فى الثقافة الجماهيرية أيام سعد الدين وهبه يرحمه الله نجتمع سنويا مع كبار المثقفين فى مصر لوضع خطة لهذه الإدارة الصغيرة، وتحديد ملامح لأنشطتها المستقبلية من خلال ورش عمل كما يسمونها الآن، لذلك كان للثقافة الجماهيرية أهداف واضحة ومحددة تسعى لتنفيذها وقد نجحت إلى حد كبير في إطار ذلك من إحداث حراك ثقافي كبير في كل بقاع مصر لم نكن تعهده من قبل، بينما تخلفت وزارة الثقافة عاما بعد آخر عن صياغة استراتيجية ثقافية أو حتى خطة محدودة ذات أهداف محددة تسعى إليها للحفاظ على الهوية المصرية في مواجهة الزحف، بل الغزو الثقافي الخارجي، لاسيما وأن مصر مستهدفة من الجميع حتى من دويلة ( قطر) العظمى فما هي خطة وزارة الثقافة ووزيرها الفنان لمواجهة هذا الغزو الشرس الذي تأخرنا كثيرا في الاستعداد له لغياب تلك الاستراتيجية الثقافية واضحة المعالم لتلك الوزارة، وفى حالة غياب رؤية متكاملة تضم كل هيئات تلك الوزارة على الرغم من تضاعف ميزانياتها بشكل كبير، ولكنها ميزانيات مهدرة، لأن كل هيئة من هيئاتها صارت جزيرة ثقافية منعزلة تعمل منفردة في سياق منفصل عن الآخرين فصار عزف الجميع نشازا وتعددت الأدوار وتناقضت فيما بينها، فأصبح الناتج كله ضجيجا وجعجعة بلا طحن في صورة مهرجانات موسمية روتينية مملة تبرق وتتلاشى ولا تحدث تأثيرا يذكر ، وتترك الساحة خالية لكل من هب ودب يلعب فيها كيف يشاء، مما جعل خيرة المثقفين ينصرفون عن أجهزة تلك الوزارة وينفرون منها ليأسهم من إمكان تحقيق شيء في إطارها ، وكان آخرهم الكاتب والإعلامي الناجح بلال فضل الذي انتقد وزارة الثقافة ممثلة في وزيرها الفنان فاروق حسنى، واتهمه بالتقصير في رعاية المشروعات الثقافية الجادة، مقابل إنفاق العديد من الأموال على الأنشطة "التافهة" على حد قوله في برنامجه الأسبوعي "عصير الكتب"، من ثم قامت جريدة اليوم السابع باستطلاع اقتراحات المثقفين حول المشروعات الثقافية التي يأملون أن تقوم بها وزارة الثقافة، فقال الكاتب محمد البساطى إن وزارة الثقافة لا تهتم إلا بإقامة مؤتمرات لتظهر بمظهر أنها تسعى لتنشيط الحركة الثقافية، وفى الحقيقة ، فإن هذه المؤتمرات "تافهة" ولا تقدم جديدًا، وتساءل البساطى ماذا فعل المترجمون فى مؤتمر الترجمة؟ مضيفًا "المؤتمر كان زمبليطة"، ( بقيادة مايسترو الثقافة والمسئول بعد إحالته للتقاعد عن الترجمة الدكتور جابر عصفور الذي اتهم الرأي العام بأنه قطيع أعمى بعد تركه لمنصبه في المجلس الأعلى للثقافة )، وأكد البساطى أن إصدارات المركز القومي للترجمة لا تقرأ، وبها أخطاء سيئة جدًا، ومترجموها موجودون في العتبة الخضراء الخمسة بقرش"، ودعا البساطى وزارة الثقافة إلى الاهتمام بمستوى الكتاب والمسرح والسينما، مؤكدًا على أن حالتهم سيئة جدًا.
وأنا هنا أنقل عن اليوم السابع قولها فيما دعت الكاتبة والناقدة الدكتورة أماني فؤاد وزارة الثقافة إلى الاهتمام بمؤتمر المثقفين القادم، متمنيةً أن يهتم المؤتمر بمناقشة علاقة المثقف بالسلطة، وما يواجهه المبدعون من ردع وهجمات من الجماعات الدينية، ومناقشة دور مصر الثقافي في الوطن العربي، كما أكدت على أن أهم القضايا التي يجب مناقشتها وتفعيلها هي قضايا التعليم ووضعه الحالي الذى يسيء لمصر في العالم والوطن العربي، لافتةً الانتباه إلى مناقشة تعليم المثقفين المتعلمين في الخارج، ودورهم في المشهد الثقافي في مصر، كما دعت فؤاد المشاركين في المؤتمر القادم لوضع حد لصراعات الأجيال، والتأكيد على أن علاقة الأجيال يبعضها علاقة استمرارية تواصلية.
بينما لم يلتفت أحد إلى ضرورة أن يكون مؤتمر المثقفين المزمع إقامته ينبغى أن يكون مؤتمرا مفتوحا لكل المثقفين بلا تحديد أيا كانت توجهاتهم أو اتجاهاتهم، وأن يكون به مساحة لتمثيل المثقفين في مختلف أقاليم مصر بعيدا عن تدخل هيئة قصور الثقافة، وأن يكون جدول أعمال هذا المؤتمر بند واحد فقط (استراتيجية الثقافة في مصر خلال السنوات الخمس القادمة). وهو ما لم يحدث حني الآن لا في هيئة قصور الثقافة التائهة الضائعة ولا في وزارة الثقافة نفسها الشائهة الباهتة الآفلة ( نشر في اليوم السابع .21 أبريل 2010 )
هذا ما قيل عن زمن فاروق حسني فما بالكم اليوم بالزمن الملبد بالغيوم والضباب زمن إيناس عبد الدايم وعواض ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق