الجمعة، 12 ديسمبر 2014

المهندس/ حسب الله الكفراوي محافظ دمياط

 16- عن الثقافة في دمياط 
محافظون عملت معهم في دمياط

المهندس/ حسب الله الكفراوي محافظ دمياط
سبتمبر1976\مايو1977



خلف المهندس حسب الله الكفراوي اللواء المنياوي كمحافظ لدمياط وظل في منصبه الجديد بعد رحلة عمل شاقة وناجحة في المقاولين العرب في مشروع السد العالي حيث عمل كمحافظ لدمياط لفترة أقل من عام واحد من سبتمبر 1976 إلي مايو 1977  بدأ بداية قوية صارمة كمحافظ لدمياط وابن دمياط في نفس الوقت حيث أنه من مواليد كفر سليمان مركز كفر سعد وفي أول زيارة له لقصر ثقافة دمياط وعند دخوله لمكتبي كمدير للثقافة لاحظ أنني أضع خلفي تمثالين ( بروفيل وجه ) لكل من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الحالي في ذلك الزمان أنور السادات وكان أول حديثه ( أنت حاطط الصورة دي ليه مشيرا لعبد الناصر ) فقلت له طبقا لقرار الرئيس السادات في ذلك الوقت بوضع الصورتين وكانت كل المصالح الحكومية تضع الصورتان بالفعل فكان رده سريعا وحاسما ( إحنا عندنا رئيس واحد بس شيل الصورة دي حالا ولا تضع إلا الرئيس السادات بس ) ورضخت للأمر بالفعل ورفعنا بروفيل عبد الناصر وكان البروفيل نحت رائع للفنان الذى افتقدناه وافتقده فن النحت حسين رشدي الذي هجر الفن وأطلق لحيته وسافر للعمل بالكويت تحت زعم أن النحت والتماثيل حرام وبعد شهور قليلة من تولي الكفراوي مسئولية محافظة دمياط  قامت انتفاضة 17، 18 يناير 1977 وحدثت اضطرابات أمنية وسياسية كبيرة في كل أنحاء مصر علي أثرها صدر بيان من الحاكم العسكري أذيع في الإذاعة مهددا بإطلاق النار علي المتظاهرين والمحرضين علي المظاهرات حتى ولو كانوا في بيوتهم فكان ذلك بمثابة إعلان الأحكام العرفية في ظل  قانون الطوارئ وكنت عضوا مؤسسا لحزب التجمع في ذلك الوقت بدمياط وكان الحزب مناوئا للسلطة والسادات وكان مصنفا لدي الحكومة علي أنه حزب الشيوعيين الكفرة المعادي للدولة ولما أحسست في هذا البيان للحاكم العسكري أنه ردة علي الديمقراطية التي كان السادات قد أعلن عن نيته في إطلاقها وفي ظلها أقيمت انتخابات مجلس الشعب 1975 في عهد ممدوح سالم التي يشيد بها كثير من المتابعين السياسيين ولأنني كنت مرشحا وحيدا لمنبر اليسار ( حزب التجمع فيما بعد ) بدمياط في دائرة مركز فارسكور لذا كنت مرصودا لدي الأمن ضمن قيادات هذا المنبر مما انعكس سلبا علي العمل بقصر الثقافة حيث كان القصر مصنفا في ذلك الوقت كخلية شيوعية وكان موقف جميع المسئولين بالمحافظة من القصر مبني علي هذا التصنيف لذلك فضلت بعد صدور البيان أن أتقدم باستقالتي من ذلك الحزب وأرسلتها للمسئولين فيه وصورة منها للمحافظ الكفراوي الذي أمر بنشر خبر الاستقالة في الصحف وأرسل لي لمقابلته في مكتبه ليقدم لي الشكر شفهيا وكتابيا علي موقفي الوطني الكبير حسب نص خطابه الذى سلمه إلي وطلب مني ساعتها أن أنضم لمنبر الوسط بقيادة ممدوح سالم الذى صار حزب مصر بعد ذلك فرفضت وعندما سألني لماذا ترفض قلت له لا أستطيع أن أعمل سياسيا مع قيادات فاسدة تكدست في هذا الحزب وذكرت له أسماءها من  قيادات الحزب بالمحافظة في ذلك الوقت فاقتنع وصارت بيننا صداقة وعلاقة قوية بعد ذلك منذ هذه اللحظة وأصبح من أكبر الداعمين للثقافة في دمياط المدة التي بقيت له كمحافظ وأيضا بعد أنتقل إلي القاهرة كوزير للإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة حيث كانت له مواقف تذكر له وقف فيه إلي جانبي في صراعي بعد ذلك مع حسين مهران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ولهذا الرجل معي قصة طويلة أفرد لها موضوعا مستقلا فيما بعد . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق