الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

المستشار محمود بهي الدين محافظ دمياط


19 - عن الثقافة في دمياط 
محافظون عملت معهم في دمياط

المستشار محمود بهي الدين محافظ دمياط
مارس 1991- مايو 1992


 في أحد أيام شهر مارس 1991 كنا في مركز شباب قرية الشعراء لحضور ندوة يقيمها قصر الثقافة هناك بالتعاون مع إدارة المركز وكان يحضر تلك الندوة الدكتور أحمد جويلي محافظ دمياط وفي منتصف الندوة وهو جالس علي منصة الاحتفال بالمركز وإذا باستدعاء عن طريق سيارة النجدة المصاحبة لموكب المحافظ للدكتور جويلي لاتصال مهم واتضح فيما بعد أن الاتصال كان من مكتب برئاسة الجمهورية يستدعيه للقاهرة علي عجل وينصرف من الندوة لتكون آخر نشاط شهده الدكتور أحمد جويلي محافظ دمياط ففي اليوم التالي وبعد سفره للقاهرة حلف اليمين برئاسة الجمهورية محافظا للإسماعيلية وعين المستشار محمود بهي الدين خلفا   له محافظا لدمياط وعرف عن بهي الدين أنه كان مديرا لنادي الشمس قبل ذلك وكان من رواد النادي ورغم أنه كان قاضيا كبيرا إلا أنه كان يتمتع بقدر كبير من التحرر والانطلاق وكان محافظا حادا يعمل مع الجميع من منطلق التعالي كقاضي كبير يتمتع بأخلاقيات برجوازية مترفعة علما بأنه كان شقيق الدكتور إبراهيم سعد الدين المفكر الاشتراكي المعروف وأحد مؤسسي معهد الفكر الاشتراكي في الحقبة الناصرية إلا أن محمود بهي الدين كان علي النقيض تماما من شقيقه بل ويكره الاشتراكية كراهية شديدة ويراها نظاما للفقر والتخلف ومن مظاهر تحرره التي انتفده فيها المجتمع الدمياطي في ذلك الوقت أنه كان يحب السير بصحبة حارسه الشخصي المكلف من قبل الأمن وكان جنديا مجندا بسيطا يسيران علي شاطيء رأس البر لساعات طويلة يوميا وكان صديقا محبا للكابتن رفعت الفناجيلي الذى كان معتادا علي لقائه بشكل منتظم في فندق السلام برأس البر الذى خصص له غرفة دائمة ومكانا للقاء فيه بمعرفة صاحبه في ذاك الوقت الحاج سيد العطاروقد مكث المستشار محمود بهي الدين في دمياط مدة وجيزة استمرت من مارس 1991 حتي مايو 1992 أي قرابة ثلاثة عشر شهرا فقط تمتعت فيها الثقافة في دمياط بدعم مالي كبير فاق ما كان يقدمه لنا الدكتور جويلي وذلك بفضل معرفة بهي ا لدين بالمخرج الذى قدم إلينا لأول مرة في ذلك العام ناصر عبد المنعم الذى كان يرتبط بصداقة قوية مع عائلة بهي الدين فقدم لنا بسبب ذلك دعما ماليا كبيرا للأنشطة المسرحية التي قدمها قصر الثقافة في ذلك العام ، يذكر أيضا في تلك الفترة أن الشاعر الراحل محمد العتر وكان يعمل بالديوان العام للمحافظة مسئولا عن مكتب المحافظ قد غضب منه المستشار محمود بهي الدين وترتب علي ذلك صدور قرار بنقله إلي مدينة السرو في الوحدة المحلية هناك وهو ما كان يمثل عبئا ماليا كبيرا علي محمد العتر فاستعنت بناصر عبد المنعم وزرنا المستشار محمود بهي الدين في مكتبه بالمحافظة سويا وقدمنا له طلبا من مديرية الثقافة بدمياط للموافقة علي ندب محمد العتر من مجلس مدينة السرو  إلي مديرية الثقافة ندبا كليا ووافق المحافظ تحت ضغط وإلحاح مني ودعم وتأييد من ناصر عبد المنعم شريطة ألا يظهر محمد العتر في أي اجتماع أو احتفال بقصر الثقافة يحضره المحافظ وقد كان واستمر العتر منتدبا من المحافظة إلي قصر الثقافة حتي خروجه للمعاش وتفرغ تماما للعمل في معظم المؤتمرات والمهرجانات الأدبية التي أقمناها في دمياط أو التي أقامتها هيئة قصور الثقافة بمختلف المحافظات الأخرى بطلب من محمد السيد عيد رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية وحسين مهران رئيس الهيئة شخصيا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق