الشعارات في حياتنا
من حين لآخر نسمع شعارات جديدة منذ نعومة الأظفار وحتى
الهرم وكل مرحلة تمر لها شعاراتها بدأنا بشعار ( شباب جيل جديد بناء جيل جديد حرية
اشتراكية وحدة ) في منظمة الشباب الاشتراكي التي تعلمنا فيها السياسة والحوار
والفعالية ثم مضت هذه المرحلة وجاءت مرحلة أخري سمعنا فيها ( الإدارة بالأهداف )
ولم تستمر سوى فترة قصيرة من الزمن لنسمع شعارا جديدا عن ( الإدارة بالإنتاج ..الخ
) ونصل إلي مرحلة أخيرة تتحدث عن شباب
المستقبل أثارت في الشباب نبرة التفرد بالفهم واتهمت أصحاب الخبرة بالتخلف وتبلورت
فأصبحت ( فكر جديد ) ثم ( أيد بأيد نبني مصر..الخ ) ، وكلها شعارات إيجابية حتى أن
الحكومات المتوالية تنافست هي الأخرى في أن يكون لها شعاراتها وشعارات الحكومة
الحالية هي الذكاء فقد بدأت بتسمية نفسها بالحكومة الذكية واهتمت بالاتصالات
الحديثة واتسعت دائرة استخدام الحاسب الآلي بشكل كبير ولكن دائرة الاهتمام انعكست
لدي الشباب المنوط بـه تولي القيادة مبكرا في ألعاب الكمبيوتر والسهر إلي تباشير
الصباح مع المواقع الضارة أما بوابة الحكومة الذكية علي الشبكة العنكبوتية
العالمية فمازال قاصرا عن أن يعكس مدى ذكاء هذه الحكومة ولكنها بداية طيبة علي أي
حال تحتاج إلي تطوير وتحديث مستمر فمن العجيب أن أغلب مدارسنا بها مراكز معلومات
وكذلك نوادينا وقصور الثقافة بالإضافة للمبادرات الفردية إلا أن معظم هذه المراكز بالمدارس
وغيرها تظل مغلقة حتى يتم تكهينها دون عائد .
ولأن الحكومة كانت ذكية فسرعان ما سقطت وسقط النظام كله
وتوالت الانتفاضات وشاعت الفوضي التي برع من خلالها الجميع في استحداث شعارات
جديدة فصرنا نسمع عن الكثير والكثير من تلك الشعارات وكلها تتساقط سريعا ولم يبق
منها سوي مظاهر الفوضي الخلاقة التي لم نلتفت إليها إلي الآن وإن كنا جميعا نعاني
من مضاعفاتها ولأجيال كثيرة قادمة
والحكومة الذكية بنت لنا قرية ذكية وأنشأت اختراعا
عبقريا هو البطاقة الذكية ومازال الذكاء مستمرا في برامج ومخططات حكومة وراء حكومة
وجميعها اعتبرت نفسها أذكى من الشعب أو أن الذكاء مقصور عليها بينما الشعب مازال
لبعيدا عن اللحاق بها ومن هنا جاءت فجوة عدم التواصل بين الحكومة وبين الشعب لا هي
قادرة علي فهم الشعب ولا الشعب قادر علي فهم ما تريد الحكومة
محمد عبد
المنعم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق