السبت، 28 سبتمبر 2013

صحافة بير السلم



صحافة بير السلم 

كتبهامحمد عبد المنعم إبراهيم ، في 15 أبريل 2009 الساعة: 08:25 ص

———————————————

صحافة بير السلم 
 
في ردة فعل متوقعة لمقال سابق عن بعض أحوال التربية والتعليم في بلدنا  حين اكتشف وكيل وزارة التربية والتعليم أن أسرة العاملين بإحدى المدارس تضم كثيرا من الزيجات أي الزوج وزوجته حتى صارت المدرسة بيتا كبيرا لأكثر من خمسة عشر أسرة بعينها تتمتع بحماية خاصة فأصدر وكيل الوزارة قرارا يقضي بأن يتم نقل أحد الطرفين من كل أسرة الزوج أو الزوجة وعدم السماح بتواجد زوج مع زوجته في مدرسة واحدة . وللأسف الشديد ظل القرار حبيس الأدراج مما أضر ضررا بليغا بالعملية التعليمية في بعض المدارس وبعد الكتابة هاج المنتفعون الذين أحسوا بالبطحة في رءوسهم ونظموا حملة شرسة تعتمد علي التهديد والوعيد عملا بقول ( يكاد المريب يقول خذوني ) واستعرضوا العضلات في إخافة الضعفاء بعد أن خذلتهم العقول فانطلقوا بترويج هذيانهم باتهام الآخرين بما هم غارقين فيه أيضا عملا بقول حكيم ( رمتني بدائها وانسلت ) ونسج التخلف ثقافة جديدة لدي بعض المنتسبين إلي الصحافة في غفلة من الزمان ، ونسوا قول الشاعر العربي القديم
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا            أبشر بطول سلامة يا مربع
وبدلا من أن يردوا كتابة علي ما كتبت لو أن الأمر في نظرهم قد عناهم ولو كانوا يمتلكون ناصية الكتابة حقا ؛ إلا أننا نلاحظ هذه الأيام أن المدرسة الجديدة  التي تتمخض عنها صحافة بير السلم التي انتشرت هذه الأيام بفضل كتاب ( شوبش ) و ( عوالم ) الصحافة المحلية الباحثين عن دور بعد أن عجزوا عن تحقيق هذا الدور بالدراسة أو بالعمل وبعدما راجت أنشطة كثيرة تحت بير السلم منها الصناعات المقلدة والسرنجات الملوثة والأدوية المغشوشة وبمب رمضان وصواريخ الأفراح .. وكلها تتسم بعدم الشرعية وانعدام الجودة وخطورتها علي الصحة والبيئة والمجتمع تلك هي مدرسة الابتزاز من اجل الإعلان والسب والشتم بأسلوب سيدات قلعة الكبش والمدبح،، فلا غرو من نشر تقرير لأحد الأجهزة الرقابية للنيل من سمعة من تناوله التقرير حتى ولو كان هذا التقرير قد انقضي أمره بالرد عليه و تفنيد ما جاء به وحفظه .. ولا غرو أيضا من شتم ذلك المسئول وسبه بأسلوب التلقيح والتلميح بأبشع الشتائم وأفظع السباب دون سبب واضح .. إلا إن كانت أسبابا شخصية بحتة ،  وقد تكون جريمة ذلك المسئول أنه لم يفتح خزائن مصلحته للإعلان بالصحيفة التي يكتب فيها صحفيوا هذه المدرسة أو تلك أو لربما يكون ذلك الكاتب قد باع قلمه في سوق النخاسة والابتزاز لآخرين اصطدمت مصالحهم مع المصلحة العامة التي يتبناها ذلك المسئول .. ولقد عجبت غاية العجب بعد أن سمعت أن أحدهم ينشر إعلانا أو يكتب مقالا أو خبرا في صحيفته نظير سندوتش أو 2 كيلو أرز وأشهد الله أن ما سمعته هذا من رجل لم يعرف عنه الكذب .. فأي صحافة هذه وأي كتاب هؤلاء .. ألم أقل إن الزمان يدور ويعيد دورته من جديد فقد بدأت الصحافة في بداية عهدها علي أكتاف كتاب لم يلقوا الاحترام الكافي في عهدهم فأسموهم الجورنالجية ومنعوهم هم والقرداتية والمشخصاتية أي الممثلون من الشهادة أمام المحاكم لانعدام الثقة فيهم وعدم أهليتهم .. وتطورت الدنيا وتحسنت الأحوال فصارت الصحافة مهنة محترمة لا يرتادها إلا علية القوم فأطلقوا عليها مهنة ( صاحبة الجلالة ) أو السلطة الرابعة بعد السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية .. ولكننا نشهد هذه الأيام نكسة أخرى وعودة إلي الماضي مرة أخرى لتصبح الصحافة مهنة لمن لا مهنة له حتى وإن كان لا يجيد كتابة جملة عربية واحدة صحيحة .. أو من فشل في حرفته فاستسهل الإمساك بالقلم ويخط علي صفحاته ما يشين وإن لم يستطع ينقل عن ما نشره الآخرون وإن لم يستطع لجأ إلي أحد الكتبة العموميون في بلاط صاحبة الجلالة ( سابقا ) يكتب له مقابل وجبة عشاء أوما تجود به جيوبه من أموال الغلابة وإن اضطر للكتابة لم يجد ما يكتب سوي توجيه عبارات متكررة في كل صحيفة وفي ذات المقال إلي السيد اللواء فلان أو السيد الدكتور فلان ظنا منه أن هذا الإطراء الزائف يفتح له أبوابهم وكما رأينا بعض الأطباء قد برعوا في الصحافة كيوسف إدريس وأطباء برعوا في الشعر كإبراهيم ناجي وغيرهم كثيرين نجد الآن سباكين وقشرجية وأستورجية ومعلمون ابتدائي  يحملون ( كارينهات ) مدون فيها أنهم صحفيون .. ولك الله يا صاحبة الجلالة .. وعجبي …   

كتبهامحمد عبد المنعم، في 15 أبريل 2009————————-




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق