الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

الغباء العربي في مواجهة نبوءة العهد القديم




حقيقة المشكلة ليست تكمن فيمن أراد لنا التمزق كعرب ومسلمين ولكن الجانب الأكبر يكمن في حجم الغباء السياسي الذى نتمتع به علي مستوي الصعيد العربي والإسلامي وهو ما صنعه حكام أغبياء أيضا لم يفهموا حقيقة الصراع ففرضوا علينا معهم عدم الفهم وهي ظاهرة تسود كافة الدول فيما يسمي بالجامعة العربية المعطلة والمؤتمر الإسلامي الذى تهاوي ؛

كانت البداية بعد قيام دولة إسرائيل علي أرض فلسطين بوعد بريطاني ومباركة دول العالم مستغلين جهل وغباء حكام العرب وبدأ الصراع وانتصرت عصابات يهودية مسلحة علي جيوش كافة الدول العربية النظامية في حرب 1948 ومن قبلها أثناء الحرب العالمية الثانية كانت القوات الألمانية بقيادة روميل موجودة في العلمين في مواجهة قوات الحلفاء بقيادة مونتجمري ، وكان الموقف العسكري مشحونًا بالاحتمالات الخطيرة على مصر تدخل السفير البريطاني مايلز لامبسون  بتعليمات من حكومته وفرض علي الملك فاروق تشكيل  وزارة تحرص علي الولاء لمعاهدة 1936 نصًا وروحًا قادرة علي تنفيذها وتحظي بتأييد غالبية الرأي العام بقيادة مصطفي النحاس ، فسقط النحاس تاريخيا وكانت لحظة غبية في تاريخه السياسي ونجاح تلك التجربة أدي إلي استثمارها بشكل أو بآخر في سائر بلدان العرب سواء التي كانت تحت الوصاية أو الانتداب في ظل عصبة الأمم أو الأمم المتحدة فيما بعد ؛ ثم تكرر المشهد في الدول التي نالت استقلالها بانتهاء الانتداب والاحتلال أو بالثورة علي نظم الحكم الوراثية فرأينا علي كراسي الحكم في معظمها قيادات انتهي تاريخها السياسي بفعل هذا الغباء والذى بلغ ذروته في العراق من خلال حرب عبثية بين أكبر جيش عربي في القارة الآسيوية وبين جارته إيران تستنفذ قوي وقدرات الدولة بأثرها لتسقط في نهاية الأمر ويسقط معها حاكمها في مشهد لم يعرف التاريخ له نظيرا من قبل ومع ذلك لم يستوعب حكام العرب الدرس بل ونتيجة لفرط الغباء السياسي تكرر المشهد سريعا بفعل مؤامرة ما سمي بثورات الربيع العربي التي تم فيها استغلال نتائج الحكم الغبي في سائر تلك الدول بدءا من تونس فمصر فسوريا فليبيا وأخيرا في اليمن بينما كانت للسودان عملية مختلفة تكتيكيا فتم استغلال غباء حكامه ببذر بذور الفتنة والانقسام وقد نجحت وأصبح هناك دولتان تحملان اسم السودان وأيضا لم يستوعب الحكام الدروس الجديدة فبدأت سيناريوهات جديدة للإجهاز علي باقي دول جامعة الدول العربية شديدة الغباء فتم إقحام دول الخليج في حرب لن تنتهي بأيديهم قبل الإجهاز علي قدرات دوله الاقتصادية والعسكرية والتنموية  في حين أن استنزاف قدرات العرب كافة علي ارض سوريا والعراق ما يزال مستمرا لنجد منظومة شديدة الغرابة للصراع الفكري والسياسي والعسكري تحالفات متناقضة ومختلفة في العراق لحرب داعش تضم قوي عالمية مع جيش العراق الشيعي مع حليف إيراني ضد دولة الخلافة الجديدة الإسلامية المفترض أنها سنية في العراق والشام بتمويل عربي من حكام الخليج المفترض أنهم سنيون أصلا وحرب أخرى في سوريا تضم تحالفا غربيا تدعمه ماليا وعسكريا دول الخليج وعلي رأسها السعودية وقطر تستهدف بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران وحزب الله اللبناني الشيعي والجميع يحارب في نفس الوقت تنظيم الدولة الإسلامية داعش وأعوانه الممتد عبر الحدود العراقية إلي مساحات كبيرة من الدولة السورية المنهارة وفي اليمن يختلف المشهد العبثي اختلافا شديدا ليشهد تحالفا خليجيا عسكريا في مواجهة عسكرية مع الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح حاكم اليمن السابق الذى أسقطته ثورة اليمن بما فيهم الحوثيين حلفاء اليوم بدعم إيراني شيعي ليستمر مسلسل الغباء السياسي حتي يجهز علي البقية الباقية من قدرات تلك الدول وكل ذلك ليحقق سلاما دائما لإسرائيل تنعم فيها بالاستقرار وانتهاء الحروب من تاريخها لتبني دولة عبرية قوية تحقيقا لنبوءات التوراة والعهد القديم  الذي يدين به وله الغرب المسيحي ويهود العالم علي أرض الميعاد انتظارا لعودة المسيح وقد نجحوا حتي الآن لا بفعل قوتهم وذكائهم ولكن بفعل غبائنا وغباء الحكام العرب الموروث عبر العصور 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق