الجمعة، 22 مارس 2019

لسنا ضد التقدم والإنجازات العلمية الحديثة ولكن ...


ردا علي دفاع الأستاذ محمد ندا عن الفيس بوك
لسنا ضد التقدم والإنجازات العلمية الحديثة ولكن ...


في خاطرة سريعة وسابقة وقديمة عن الخطأ الشائع الذي يقع فيه الكثيرون علي الفيس في استخدام ياء التأنيث في غير موضعها أشرت فيها إلي أن الفيس بوك يفسد اللغة العربية علق عليها الأستاذ محمد ندا وبرأ الفيس بوك من هذا الاتهام بمقالة أسهب فيها بما يستحق المقام في إلقاء الاتهام في هذا الصدد علي الجميع بمشاركة مجتمعة واسعة في التقهقر والتخلف حتي فسد كل شيء
وكل ما ذكره الأستاذ محمد ندا صحيح وأتفق معه تماما ولا أراه يختلف مع ما ذهبت إليه في خاطرتي التي أشرت فيها إلي دور الفيس بوك في إفساد اللغة وأيضا في إفساد السلوك والأخلاق حتي أنه فيما ساق من أمثلة أعطاني دلائل اتهامي للفيس بوك علي أنه يقوم بهذا الدور بإصرار وذكاء شديدين أو ربما بغباء شديد منا نحن أبناء الشرق العربي كله فكل ما ذكر في دفاعه عن الفيس بوك كوسيلة علمية وليدة لخدمة البشرية صحيح ولكن الفيس بوك أصبح أداة بلا شك لنشر هذه الآفات حتي أصبحت سائدة في مجتمعنا علي الأقل بنسخ وطبع الملصقات من مثل (إن لله وإن إليه راجعون ) بدلا من ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ومن مثل كتابة حرف 7 بدلا من الحاء وحرف 3 بدلا من العين وغيرها وهل رأيت إلي ذلك الذي ينعي حيا في مواساته بموت قريب له فيقول ( ينعي قسم اللغة العربية بكلية الآداب الدكتور فلان في وفاة والدته ) فهو قد نعي الدكتور بدون قصد في حين أنه يود أن يواسيه في فقد أمه ، نعم هو فضح كاتبه ولكن الفيس ساعد بلا شك علي انتشار هذا التشويه منسوبا احيانا لأساطين اللغة وتعلمه غيرهم بل ونقلوه عنهم مشوها أكثر بالنسخ والطبع ( copy & paste ) وتناقله الكثيرون عنهم وأصبح لغة جديدة شائهة وخاطئة لا يعرف مصدر الخطأ فيها ولكنه من ذيوعه صار عرفا لغويا جديدا وقس علي ذلك كل التطبيقات العلمية الحديثة ومنها السينما والتليفزيون والهاتف النقال وغيرها كلها إنجازات علمية رائعة لخدمة البشرية ولكنها عندنا كما قلت حضرتك وسائل لإشباع الشهوات والغرائز وليس أدل علي ذلك ما نراه يحدث بين ناظرينا حاليا عندما وزع وزير التعليم التابلت علي مئات الطلاب لتحديث وتطوير التعليم ولكنه في ذات الوقت أصبح وسيلة عصرية متقدمة لإفساد الأخلاق وأقسم بالله أن صغارا يستخدمونه حاليا لفتح المواقع الإباحية ومشاهدة الأفلام الخليعة وربنا يستر علي أولادنا وأجيالنا القادمة ، علاوة علي أن الفيس بوك وغيره من تطبيقات التواصل الاجتماعي يستخدمها أعداؤنا في تدميرنا فيما يسمي بحروب الجيل الرابع بينما نحن نستخدمها في التعارف والشات وغير ذلك ، وليس معني هذا أنني ضد التقدم ولكن أنبه إلي سوء استخدام أدوات التقدم ولابد من أن يضع الخبراء من التقنيات والتطبيقات ما يساعد علي حسن استخدام هذه الوسائل .
أخيرا أشكر لحضرتك هذا التعقيب الذى أتاح لي تعميق المفاهيم التي أردت أن أسوقها للمشاركة في التنبيه وهي محاولة صغيرة جدا بجانب محاولاتك الكبيرة المحترمة في هذا الصدد .

محمد عبد المنعم إبراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق