الأربعاء، 14 يناير 2015

4- جوهر التغيير ( الثقافة وآليات التغيير )

جوهر التغيير
♦ التغيير ينبغي أن يكون للحقائق؛ لأنها أساس البناء، وأصل كل تغيير، فالتغيير معنى أكثر من كونه شكلاً ظاهرًا؛ لأنه من طبيعة الأمور الظاهرة النسبية (من جهة الأفراد والأعراف )، وعليه لا يمكن أن تُناط عملية التغيير بالأوصاف الظاهرة فحسب دون الباطنة.
 التغيير ينبغي أن يكون مخططا ومقصودا يقبله الجميع ويسعون لإحداثه .
♦ اختزال التغيير في الظواهر الخارجية هو نوع من تسلّط ثقافة الجمهور (ثقافة القطيع ) على الفرد، بل وتسلّطها على الحقيقة أحياناً، كما أنه يؤدي إلى الاهتمام بالظاهر على حساب الباطن.
♦ التغيير ينطلق من الداخل، ويتأسس من الأعماق في نمط التفكير.. وتغيير في العقل كإعماله بدلاً من إهماله وجموده.. وتغيير في المبادئ من السيئ إلى الحسن، ومن حسن إلى أحسن.. وتغيير في الأخلاق والسلوك ، وتغيير في المفاهيم.. الخ.
فأين نحن من هذا التغيير؟! وهل تغييرنا إيجابي؟
في هذا الصدد نرصد بعض الظواهر الثقافية السائدة مثل
·        العشوائية في السلوك والمفاهيم بل والتدين فتعددت الفرق بين سني وشيعي وسلفي وجهادي وملتزم وعلماني ومؤمن وملحد وغيرهم وكلهم يكفرون بعضهم
·        فقدان الانتماء والتوازن، وذلك بتغليب مصلحة الجماعة علي مصلحة الأمة بزعم إعادة بعث الخلافة .
·        شيوع نظرية المؤامرة والاتهام (أي للناس)؛ لأن التغيير عنده قالب واحد؛ هو الذي يؤمن به صاحب القرار .
من هنا أعتقد أن أي تغيير في الأفكار لا يبني عن قناعة مصيره إلي الزوال أو الاضمحلال أو الذوبان لذا فلابد أن يكون التغيير متسما بالثبات والتأثير والانتشار بمعني أننا في ظل ثورات عارمة استهدفت إسقاط النظام غابت الرؤى للمستقبل فماذا بعد سقوط النظام ، لهذا السبب لدينا من مقومات الحفاظ علي الهوية الثقافية ثوابت عقائدية كفيلة بحماية المجتمع من الشطط لو أحسن فهم تلك الثوابت وأزيلت من طريق التعامل العقلي معها كل الخطوط الحمراء ولدينا سياج آخر من الأعراف والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال السابقة وكل ذلك يضمن لعملية التغيير القدرة علي التأثير في المجتمع لاستنهاض القيم الإيجابية الدفينة لديه واستعادة النخوة المصرية والشرقية الأصيلة وإذا ما ترسخت تلك القيم الإيجابية وأحدثت تأثيرها المرجو فالسياق الجمعي للمجتمع يضمن لها الانتشار وهنا تصبح للتغيير قيمة تلبي كل الطموحات في إحداث نهضة وحضارة وتقدم .

ومن سمات التغيير حدوث عمليتان متلازمتان عملية هدم لقيم بالية شغلت الرأي العام بإشكاليات هامشية عديمة القيمة وإعادة بناء قيم جديدة تشجع علي الابتكار والتجديد فقد أصبح مجتمعنا بعد خبرة السنوات الأربع الماضية من عمر ثورة يناير 2011 متحمسا أكثر من ذي قبل علي استعادة الأمن والأمان واستعادة القدرة علي البناء وتحقيق العدالة الاجتماعية التي تكفل للجميع حياة كريمة مستقرة والهدم هو الجانب السهل في عملية التغيير أما البناء فهو الدور الصعب الذي يحتاج إلي فكر ودأب وعمل مستمر وشفافية في العمل حيث أصبحت الحاجة ملحة دينيا إلي التمسك بعقيدتنا الإسلامية السمحة التي لا غلو فيها ولا تشدد فعبادة الله تستهدف إسعاد البشر وليس تعذيبهم فأصبح لزاما علي المجتمع إزاء ذلك السعي لمحاربة الإرهاب الفكري والعقائدي بكل صوره وبث روح الانتماء للوطن وروابطه بباقي بلاد العالم الإسلامي والعربي ومواءمة ذلك بلا تناقض مع باقي الدول في العالم أجمع ولن نستطيع أن نتخلص من الإرهاب بدون التخلص من البطالة أو بدون تحقيق تنمية حقيقية في المجتمع تضمن رفع مستوي معيشة الأفراد وتحقيق العدالة الاجتماعية وهي الأهداف الثلاثة المعلنة لثورة يناير العيش بمعني الحياة الكريمة للجميع والحرية بمعني حرية التفكير والعقيدة في إطار ما لدينا من ثوابت والعدالة الاجتماعية التي تحقق القضاء علي الرشوة والمحسوبية والوساطة وتأكيد حقيقي لمبدأ تكافؤ الفرص . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق