الاثنين، 26 أغسطس 2019

7 - صفحات من تاريخ الثقافــــة الجمـــاهيرية إنقاذ قصر ثقافة دمياط..



7 - صفحات من تاريخ

الثقافــــة الجمـــاهيرية


إنقاذ قصر ثقافة دمياط..

أحاول جاهدا ألا أغرق في التفاصيل رغم أهميتها حتى لا أطيل عليكم فأرجو احتمالي.
بالنسبة لكل ما تم من أنشطة ثقافية في البدايات الأولي وكذلك النجاح الإداري في السيطرة علي كامل مبني قصر الثقافة وتجاوز مراحل الصراع الشخصي في بادئ الأمر كان كل ذلك بدعم ومتابعة مستمرة من سعد الدين وهبة رحمه الله فقد كنت علي اتصال دائم به بناء علي تعليماته لإبلاغه بكل شيء عن تفاصيل الأنشطة مهما كانت صغيرة وكذلك عندما توقع هو أن يكون هناك صدام بيني وبين حمزة السنباطي رحمه الله علي الجزء الذي كان قد بدأ في الاستيلاء عليه حثي أنه طلب من الجمعية التعاونية للموبيليات في ذلك الوقت أن تقوم بعمل ديكورات في المكتب الذي كان ينوى الجلوس به وفي صالة البلكون في الدور العلوي لتكون مقرا لاجتماعات المجلس الشعبي وتم تغطية الجدران بالخشب وعمل ديكورات وتم دهانها بالأستر وبقي أن يركب المقاول زجاج الشبابيك وبعدها مباشرة ينقل المجلس الشعبي أثاثاته ويحتل المبني ولم يكن أحد يقوى بعد ذلك علي معارضته فقد كانت صلاحيات ذلك المجلس القانونية في ذلك الوقت  في منتهي القوة فقمت بالاتفاق مع المهندس عبد الرحمن نور الدين وشقيقه السيد المسئولين عن فرع شركة حسن علام في دمياط المنفذة لعملية القصر بالكامل وبالتنسيق معهما قمت بنقل مكتب مدير القصر من الدور العلوي إلي مكتب رئيس المجلس الشعبي المجهز عن طريق جمعية الموبيليات في الدور الأرضي في نفس اليوم كنا قد رتبنا لحفل فني كبير علي مسرح القصر بدون كراسي وبدون ستائر ولا أجهزة إضاءة ودعوت المحافظ اللواء حسن رشدي وحمزة السنباطي رئيس المجلس الشعبي وحضرا واستقبلتهما وجميع رؤساء المصالح والقيادات الشعبية والأمنية في ذلك الوقت في مكتبي الجديد وعندها فوجئ حمرة السنباطي باحتلالي المكتب الذي أعده ليكون مكتبه فقال لي ( أنت أخذت مكتبي يا محمد ) فقلت له ( أنا وأنت واحد يا أستاذ حمزة وانتهي الموقف عند هذا الحد ولا سيما أن الجميع كان سعيدا جدا في تلك الليلة بما فيهم هو حتى أن المحافظ حسن رشدي تحمل بعد ذلك تكاليف الديكورات التي طالبت بها جمعية الموبيليات وكل ذلك كان بمتابعة مستمرة من سعد وهبة ومؤازرته بالاتصال بمختلف الجهات بما فيها المحافظ حتى أنه بعد ذلك عجل بافتتاح القصر قبل أن تنتهي التشطيبات ليثبت الوضع القائم الذي فرضناه بهذا الموقف وأعد افتتاحا كبيرا حضره معه الأديب الراحل يوسف السباعي وكان وزيرا للثقافة في ذلك الوقت في أعياد الثورة في يوليو 1972 وكان هذا الافتتاح هو حديث دمياط كلها بعد أن طال انتظارها له وأذكر بعدها أول عرض مسرحي زائر كان لفرقة يوسف وهبي الذي عرض مسرحية بيومي  أفندي ولم تكن متابعة سعد وهبة لكل ذلك فقط هي التي دفعتنا ولكنه كان أيضا يلبي طلباتنا بالأمر بسرعة تنفيذها ومنها أنه وافق علي مضاعفة السلفة المستديمة التي كنا نعمل بها من 20 جنيها إلي 40 جنيها وكان ذلك حدثا تاريخيا في ذلك الوقت فقد نعمل بنظام السلفة المستديمة تصرف بشيك من القاهرة وتستعاض كلما قارب المبلغ علي الانتهاء وكان ملبيا أيضا لكل طلباتنا رغم عدم وجود ميزانية للثقافة الجماهيرية في زمن اقتصاد الحرب وفي كل اجتماعاتنا الدورية معه والتي كانت تتم مرة كل شهر كان يناقش علي مشهد كل مديري قصور الثقافة ما نقوم به في دمياط والمعروف عنه أنه لم يكن يعجبه العجب إلا أنه كان يشيد بما نقوم به ويأمر بتذليل أي عقبات كانت تعترضنا ومنها اعتماد فرقة قصر الثقافة المسرحية فقد كانت هناك معارضة شديدة لاعتمادها علي اعتبار أن هناك فرقة أخرى معتمدة تلك التي كان مقرها فارسكور لا أعلم أين وكان حمدي غيث مدير إدارة المسرح وعلي الغندور ثم حسن عبد السلام المخرج الكبير الذي أخرج لنا حفل افتتاح القصر وأذكر المشهد المسرحي الذى اختاره من مسرحية الناس اللي في البلد علي ما أعتقد وطلع عين السيد العناني بطل ذلك المشهد حتي أدي دوره بالشكل الذي أراده .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق