5 - صفحات من تاريخ
الثقافــــة الجمـــاهيرية
سعد الدين وهبه ..
|
كان لسعد الدين وهبة رحمه الله دورا كبيرا في حياتي بدأ هذا الدور بإعادتي إلي الثقافة الجماهيرية مرة أخري وكنت قد قطعت شوطا كبيرا عن طريق الراحل الكبير ضياء الدين داود للانتقال إلي التربية والتعليم للعمل كمدرس للغة الإنجليزية وكنت منتدبا في تلك الفترة لهذا العمل في مدرسة الزرقا الثانوية التجارية عامي 69 / 70 هروبا من التعقيدات الإدارية التي كنت أعاني منها بعد أن انتقلت من القاهرة للعمل بمركز الثقافة والاستعلامات بدمياط تحت رئاسة أستاذنا الراحل سعد الدين عبد الرازق فكنت في أحد الزيارات للأستاذ ضياء في مكتبه بالاتحاد الاشتراكي في القاهرة علي كورنيش النيل وكان أمينا للثقافة والفكر والإعلام في اللجنة المركزية وحضر الأستاذ سعد مصادفة وأنا عنده وفاتحه الأستاذ ضياء في رغبني في النقل إلي التربية والتعليم فرفض بشدة بعد حوار معي وقال أنا محتاج لك في الثقافة الجماهيرية وأقنعني أنه ليس من الحكمة ترك الثقافة إلي التربية والتعليم وعدت أدراجي مقتنعا بالإكراه بما قال وبعد فترة استدعاني للقائه بمكتبه في مبني البنك الصناعي بشارع الجلاء بالقاهرة وعرض علي الاشتراك في الدورة الثالثة لمركز إعداد الرواد الثقافيين في هليوبوليس بالقاهرة لمدة 8 شهور وبالطبع لابد أن أقبل وفي الدورة كان معي الراحل محمد غنيم الذى كان مديرا لقصر ثقافة الحرية بالإسكندرية بينما كان فاروق حسني مديرا لقصر ثقافة الأنفوشي وحضر معه لتلك الدورة مجموعة كبيرة من العاملين والعاملات بذلك القصر والذين كان غنيم يتخذهم درعا لمؤازرته وقت اللزوم حيث نشأت فيما بيننا منافسة شديدة علي الفوز بالمركز الأول علي الدورة في تيرمها الأول والثاني وكانت المنافسة واضحة من المناقشات والحوارات في المحاضرات وفي اللقاءات الأسبوعية التي كان يحضرها معنا الأستاذ سعد الدين وهبه والذي استطاع ببراعة أن يطبع فينا الكثير من شخصيته القوية وثقافته الموسوعية الغزيرة وفي اختبارات التيرم الأول كانت المفاجأة بفوزي بالمركز الأول وغنيم بالمركز الثاني وفي التيرم الثاني في نهاية الشهور الثمانية كان ترتيبي أيضا الأول والثاني كانت زميلة اسمها ليلي صلاح الدين والثالث محمد غنيم وفي حفل التخرج تسلمت مكافأة مالية وشهادة تقدير وخطاب تعييني كمدير لقصر ثقافة دمياط وكان ذلك في صيف 1971 تقريبا ولم يكن مبني القصر قد اكتمل وكان ينقصه الكثير وكانت تعليمات سعد وهبة لي قبل أن أبرح القاهرة أن لا أسمح للمجلس الشعبي للمحافظة باحتلال مبني القصر ومسرحه بأي طريقة حيث كان المجلس قد وضع يده بالفعل علي الدور الأرضي من المدخل الرئيسي وقاعة المسرح وبالفعل عندما قدمت لدمياط فوجئت أن مدير القصر الذي سأتسلم منه العمل ويدعي ممدوح بدران وكان شابا مثقفا ومبدعا وشاعرا إلا أنه كبورسعيدي لم يقو علي مواجهة المجلس الشعبي للمحافظة بقيادة حمزة السنباطي رحمه الله والذي كان قد وضع يده بالفعل علي واجهة القصر واختار حجرة في صالة المدخل الرئيسي لتكون حجرة رئيس المجلس وطلب إلي شركة حسن علام التي كانت تقوم بتشطيب المبني أن تفصل بين واجهة المدخل الرئيسي وبين باقي المبني في الدور الأرضي والدور الثاني الذى يفع به مدخل البلكون للمسرح وأصبح القصر يشغل فقط الجناح الأرضي المطل علي الشارع المؤدي للإستاد والجناح الذى يعلوه فقط وحجرة مدير القصر هي الحجرة التي علي يسار السلم في الدور الثاني ليفصل بينها وبين المكتبة درجات السلم وكان المرحوم سعد الدين عبد الرازق قد استبعد من الإدارة هو ومجموعة كبيرة من مديري الثقافة علي مستوي قصور الثقافة بكل المحافظات من القيادات كبيرة السن والتي كانت محولة أصلا من التربية والتعليم عندما كانت تلك القصور في بداية الأمر تحت اسم الجامعة الشعبية وكانت إحدى مرافق التربية والتعليم أو وزارة المعارف من قبل وبدأنا في العمل وكانت محافظة بورسعيد مهجرة في كثير من المحافظات وكان بدمياط أعداد كبيرة من أهلها احتلوا كل رأس البر وكثير من أحياء دمياط وكان أغلب رواد القصر من شباب وشابات بورسعيد المحبين للفن والثقافة في مقابل انصراف الدمايطة عن الثقافة لأنها في نظر الأسر في ذلك الوقت مضيعة للوقت ، والمصلحة أهم فكانت بداية صعبة في مكان منقوص ومحروم من المسرح أهم مرفق في أي قصر ثقافة ورواد قليلون أغلبهم بورسعيدي وفي ظل خصومة بين الأدباء وبين أدارة الثقافة بسبب حل جمعيتهم المستقلة وضمها لجمعية رواد قصر وبيوت الثقافة في محافظة دمياط فيما بعد وارتباط شخصي أثير بين قيادات الحركة الأدبية وبين المدير الشاب المنقول والذي أخذت مكانه علي غير هواهم تلك باختصار شديد كانت كواليس البداية وكانت بداية شديدة الصعوبة إلا أن الله قد وفقنا واستطعنا تجاوز كل المعوقات فيما بعد بفضل الدعم الكبير والرعاية الكاملة التي نلتها من الراحل الكبير سعد الدين وهبه
في نهاية الشهور الثمانية للدورة التدريبية بمركز إعداد الرواد الثقافيين بالقاهرة كان ترتيبي الأول وكانت الزميلة ليلي صلاح الدين * في المركز الثاني وكان الثالث محمد غنيم * وفي حفل التخرج تسلمت مكافأة مالية وشهادة تقدير وخطاب تعييني كمدير لقصر ثقافة دمياط وكان ذلك في صيف 1971 تقريبا ثم كافأنا سعد وهبه أنا وليلي صلاح الدين بإيفادنا إلي ألمانيا الشرقية في يونيو 1974 ممثلين لمصر في احتفالات عيد العمال بها ، وعندما توليت إدارة قصر الثقافة بدمياط لم يكن مبني القصر قد اكتمل وكان ينقصه الكثير
* ليلي صلاح الدين تمتد جذور نشأتها
إلي مدينة دمياط وآخر عمل لها بالهيئة كانت رئيس الإدارة المركزية للدراسة والبحوث
أمها دمياطية ولكنها عاشت طفولتها وصباها بالإسكندرية ثم تزوجت وعاشت باقي حياتها
بالقاهرة
* محمد غنيم علم من أعلام وزارة
الثقافة بعد توليه رئاسة قصر ثقافة الحرية بالإسكندرية انتدب ملحقا ثقافيا في
سفارتنا بواشنطن ثم رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الثقافية الخارجية ثم تولي
رئاسة الهيئة بعد علي أبو شادي وبعد إحالته للمعاش عين مشرفا علي مشروع إنشاء
المتحف الأثري الكبير حتي اعتزل العمل بعد ثورة يناير 2011 . وتوفاه الله منذ شهور
قليلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق