يعقد نادي الأدب بقصر ثقافة دمياط مؤتمر اليوم الواحد تحت عنوان ( الواقع وتجلياته في النص الأدبي) يوم الخميس 27 أكتوبر 2016 رئيس المؤتمر: أيمن عباس
هاشم ، أمين عام المؤتمر: الدسوقي البدحي ، رئيس لجنة الأبحاث : صلاح بدران ، ومن الأبحاث التي ستناقش في المؤتمر بحثا عن ( الثقافة الجماهيرية ، تجارب واقعية )
الثقافة الجماهيرية
... تجارب واقعية
بقلم : محمد عبد المنعم إبراهيم محمد
مقدمة
مرت الثقافة الجماهيرية بعدة مراحل
كان لكل منها ملامح خاصة تميزها فكانت البداية الأولي في ظل جهاز تابع للتربية
والتعليم التي كانت تعرف باسم وزارة المعارف ا لعمومية وكان هذا الجهاز يعرف باسم
الجامعة الشعبية وكان توجهها يهدف إلي تعليم من فاته
قطار التعليم تعليما مهنيا بمعني أن الجامعة الشعبية كانت تضم أقساما لتعليم
اللاسلكي والراديو والكهرباء والسباكة والآلة الكاتبة وغير ذلك تم تطورت بعد ثورة يوليو
1952 لتضم أنشطة ثقافية محدودة لتعرف باسم جامعة الثقافة ليتبعها
في المحافظات مراكز للثقافة والاستعلامات لتقدم إلي جانب التعليم المهني أنشطة
المحاضرات وعروض سينما 16 ملم والمكتبات ثم تنفصل وزارة الإعلام عن وزارة الثقافة
وفي المحافظات تنفصل مراكز الإعلام عن المراكز الثقافية ثم حدث التطور الكبير علي
أيدي سعد كامل ثم سعد الدين وهبه تحت اسم الثقافة الجماهيرية لتتجاهل التعليم
المهني وتركز علي الأنشطة الثقافية من محاضرات وندوات ومسرح وفنون تشكيلية وموسيقي
ومكتبة وأدب وثقافة الطفل الخ ولأن الثقافة الجماهيرية ارتبط اسمها بثقافة اليسار
والفكر الاشتراكي حني في نظر الدولة والنظام السياسي الحاكم والذى اتخذ منها موقفا
عدائيا واضحا في عهد السادات حثي أن النظام اتجه بإصرار إلي تغيير الاسم عند
تحويلها إلي هيئة عامة لتصبح الهيئة العامة لقصور الثقافة .
الانفصال بين الإعلام والثقافة
تخرجت من قسم الصحافة بآداب
القاهرة عام 1964 وكنت أعمل أثناء الدراسة محررا في جريدة المساء عام 1963 ثم في
الجمهورية عام 1964 ثم حرمت من التعيين بالصحافة رغم أنني كنت الثاني علي دفعتي
لسبب أنني كنت أعمل مع عبد الحميد سرايا مدير التحرير في جريدة الجمهورية ووشي بي
ناصف سليم لحلمي سلام بعد مذبحة الصحفيين التي تم فيها الاستغناء عن كثير من
الصحفيين ومنهم سرايا وعينت في الاستعلامات فطلبت نقلي لدمياط بعد أن كنت أعمل مع
دمياطية متميزة في مصلحة الاستعلامات هي سوسن مشرفة رئيسة قسم الرأي العام بمصلحة
الاستعلامات وفي مركز الثقافة والاستعلامات عملت أول الأمر مع الراحل سعد الدين
عبد الرازق كأخصائي ثقافي وبعد فصل الاستعلامات عن الثقافة تم توزيعي عشوائيا علي
الثقافة ثم تم تفرغي للعمل كأمين تنظيم لمنظمة الشباب الاشتراكي بفارسكور لمدة تصل
إلي 3 سنوات وبعد خلافات تم إنهاء تفرغي وفصلي من المنظمة فندبت للعمل مدرسا للغة
الإنجليزية بمدرسة الزرقا التجارية لمدة عامين دراسيين ثم ألغي انتدابي مع تولي
سعد الدين وهبة رئاسة الثقافة الجماهيرية حيث ألحقني بمركز إعداد الرواد بالقاهرة
لمدة 8 شهور ، وحصلت علي ترتيب الأول علي الدورة وعينني سعد وهبة مديرا لقصر ثقافة
دمياط عام 1971 ومنحني جائزة مالية ورحلة إلي ألمانيا الشرقية لمدة ثلاثة أسابيع
عام 1975 ثم عينت مديرا لمديرية الثقافة بدمياط عام 1980 وحني نقلت مديرا عاما
للشرقية وعدت إلي دمياط مرة أخرى بعد شهرين فقط بناء علي طلبي ثم مديرا عاما للثقافة بالغربية 1999 فوكيل
وزارة ورئيس لإقليم شرق الدلتا الثقافي عام 2001 وحثي خروجي للمعاش . ثم عملت
مستشارا إعلاميا لمحافظ دمياط لمدة سبع سنوات ثم اخترت بعد تعيين البرادعي
وزيرا للإسكان الركون للراحة والتقاعد خاصة بعد تكرر المظاهرات وحصار مبني
المحافظة في دمياط ومحاولات التهجم علي المبني أكثر من مرة ضمن أحداث يناير 2011 .
سعد الدين وهبه
كان لسعد الدين وهبه رحمه الله
دورا كبيرا في حياتي بدأ هذا الدور بإعادتي إلي الثقافة الجماهيرية مرة أخري وكنت
قد قطعت شوطا بوساطة الراحل الكبير ضياء الدين داود للانتقال إلي التربية والتعليم
للعمل كمدرس للغة الإنجليزية حيث كنت منتدبا في تلك الفترة لهذا العمل في مدرسة
الزرقا الثانوية التجارية عامي 69 / 70 هروبا من التعقيدات الإدارية التي كنت
أعاني منها بعد أن انتقلت من القاهرة للعمل بمركز الثقافة والاستعلامات بدمياط تحت
رئاسة أستاذنا الراحل سعد الدين عبد الرازق فكنت في أحد الزيارات للأستاذ ضياء في
مكتبه بالاتحاد الاشتراكي في القاهرة علي كورنيش النيل وكان أمينا للثقافة والفكر
والإعلام في اللجنة المركزية وحضر الأستاذ سعد الدين وهبة وفاتحه الأستاذ ضياء في
رغبني في النقل إلي التربية والتعليم فرفض بشدة بعد حوار معي وقال أنا محتاج لك في
الثقافة الجماهيرية وأقنعني أنه ليس من الحكمة ترك الثقافة إلي التربية والتعليم ،
وبعد فترة استدعاني للقائه بمكتبه في مبني البنك الصناعي بشارع الجلاء وعرض علي الالتحاق
بالدورة الثالثة لمركز إعداد الرواد الثقافيين في هليوبوليس بالقاهرة لمدة 8 شهور ،
وفي هذه الدورة كان معي محمد غنيم الذي كان في ذلك الوقت مديرا لقصر ثقافة الحرية
بالإسكندرية بينما كان فاروق حسني مديرا لقصر ثقافة الأنفوشي وكان معنا في الدورة
التدريبية مجموعة كبيرة من العاملين والعاملات بقصر ثقافة الحرية والذين كان غنيم
يتخذهم درعا لحمايته ومؤازرته ، حيث نشأت
فيما بيننا منافسة شديدة علي الفوز بالمركز الأول علي الدورة في ترمها الأول
والثاني وكانت المنافسة واضحة من المناقشات والحوارات في المحاضرات وفي اللقاءات
الأسبوعية التي كان يحضرها معنا الأستاذ سعد الدين وهبة والذي استطاع ببراعة أن
يطبع فينا الكثير من شخصيته القوية وثقافته الموسوعية الغزيرة وفي اختبارات التيرم
الأول كانت المفاجأة بفوزي بالمركز الأول وغنيم بالمركز الثاني وفي التيرم الثاني
في نهاية الشهور الثمانية كان ترتيبي أيضا الأول والثاني كانت زميلة اسمها ليلي
صلاح الدين والثالث محمد غنيم وفي حفل التخرج تسلمت مكافأة مالية وشهادة تقدير
وخطاب تعييني كمدير لقصر ثقافة دمياط وكان ذلك في صيف 1971 تقريبا ، ولم يكن مبني
القصر قد اكتمل وكان ينقصه الكثير وكانت تعليمات سعد وهبة لي ألا أسمح للمجلس
الشعبي للمحافظة باحتلال مبني القصر ومسرحه بأي طريقة وبالفعل عندما قدمت لدمياط
فوجئت أن مدير القصر الذي سأتسلم منه العمل واسمه ممدوح بدران كان شابا مثقفا وفنانا
تشكيليا وشاعرا إلا أنه كبورسعيدي لم يقو علي مواجهة المجلس الشعبي للمحافظة
بقيادة حمزة السنباطي رحمه الله والذي كان قد وضع يده بالفعل علي واجهة القصر
واختار حجرة في صالة المدخل الرئيسي لتكون حجرة رئيس المجلس وطلب إلي شركة حسن
علام التي كانت تقوم بتشطيب المبني أن تفصل بين واجهة المدخل الرئيسي وبين باقي
المبني في الدور الأرضي والدور الثاني الذي به مدخل البلكون للمسرح وأصبح القصر
فقط الجناح الأرضي المطل علي الشارع المؤدي للإستاد والجناح الذى يعلوه فقط وحجرة
مدير القصر هي الحجرة التي علي يسار السلم في الدور الثاني ليفصل بينها وبين
المكتبة درجات السلم وكان المرحوم سعد الدين عبد الرازق قد استبعد من الإدارة هو
ومجموعة كبيرة من مديري الثقافة علي مستوي قصور الثقافة بكل المحافظات من القيادات
كبيرة السن والتي كانت محولة أصلا من التربية والتعليم ، تحت اسم الجامعة الشعبية
وكانت إحدى مرافق التربية والتعليم أو وزارة المعارف من قبل ثم تغير اسمها إلي
جامعة الثقافة في عهد أحمد أمين وسعيد العشماوي ثم في عهد رئيسها سعد كامل تحولت
إلي الثقافة الجماهيرية .
العمل في الثقافة بين الهواية والاحتراف
بدأت في العمل كمدير لقصر الثقافة
بدمياط وكانت محافظة بورسعيد مهجرة في كثير من المحافظات ، وكان أغلب رواد القصر
من شباب وشابات بورسعيد المحبين للفن والثقافة في مقابل انصراف الدمايطة عن
الثقافة لأنها في نظر الأسر في ذلك الوقت مضيعة للوقت ، فكانت بداية صعبة في مكان
محروم من المسرح الذي هو أهم مرفق في أي قصر ثقافة ورواد قليلون أغلبهم بورسعيدي
وخصومة بين الأدباء وبين أدارة الثقافة بسبب حل جمعيتهم المستقلة وضمها لجمعية
رواد قصر وبيوت الثقافة في محافظة دمياط فيما بعد وارتباط شخصي أثير بين قيادات
الحركة الأدبية وبين المدير الشاب المنقول والذي أخذت مكانه علي غير هواهم .
دور الثقافة الجماهيرية في خلق جيل
الرواد من المبدعين
وقد كانت الثقافة الجماهيرية فكرة
عبقرية أتاحت أدوات الثقافة للجميع في كل ربوع مصر بعد أن كانت حكرا علي العاصمة
وبعض المدن القليلة في مصر فقط وإلي الثقافة الجماهيرية يرجع الفضل في خلق جيل
كبير رائد في مدن وقرى مصر في الأدب والمسرح والموسيقي والفن التشكيلي ومع أن فكرة
الثقافة الجماهيرية أصلا فكرة يسارية منقولة عن الكتلة الشرقية إبان تطبيق قرارات
يوليو الاشتراكية في مصر في عام 1960 كحل بديل لحصار واحتكار العلم والثروة للغرب
فقد أصبحت تلك الفكرة ضرورة حياة بالنسبة لكل أطياف الشعب الذين عرفوا من خلالها
الأدب والمسرح ومختلف ألوان الفنون . أما بالنسبة لجيلي فكلنا ندين بالفضل إلي
الراحل الكبير سعد الدين وهبة ولو أن سعد كامل قد سبقه في تنفيذها إلا أن سعد وهبة
هو من نشرها في كل ربوع مصر. حيث أن سعد كامل كان أول من حول جامعة الثقافة من
الاهتمام بالحرف والتعليم المهني إلي التعامل مع مصادر الثقافة وميادينها الرحبة
ولكنه بدأ التجربة في أربع محافظات فقط
كنواة هي أسوان وأسيوط والشرقية وكفر الشيخ ولم يستطع إكمال تجربته بتنحيته
علي أثر اتهامه بميوله الماركسية وأكمل سعد الدين وهبة التجربة ووسعها وعممها في
سائر ربوع الوطن .
وعندما نقلت من مصلحة الاستعلامات
في صيف 1965 لمركز الثقافة والاستعلامات بدمياط كانت جمعية رواد الأدبية المستقلة
والتي نشأت في أحضان الثقافة في مركز الثقافة والاستعلامات بدمياط وبدعم كبير من
كامل الدابي أمين المكتبة وظلت الجمعية تمارس نشاطها في مقر مركز الثقافة وهو مقر
الإشهار ثم ما لبثت أن دخلت في معارك سياسية بدأت عندما اشترك عبد الرحمن عرنسة
رئيس مجلس إدارتها في ندوة كانت بعنوان الفراغ الفكري حيث انتقد بشدة تجربة القطاع
العام وبعض التطبيقات الاشتراكية التي كانت تأخذ بالشكل دون المضمون كما رأي وكان
الاتحاد الاشتراكي في ذلك الوقت في طور قوته كتنظيم سياسي له أساليبه والتي كان من
بينها تنظيم سري يسمي التنظيم الطليعي لم يكن أعضاؤه معروفين للعامة وكان أحدهم
مكلفا بمتابعة نشاط مركز الثقافة فكتب تقريرا أدي إلي وقف عبد الرحمن عرنسة
عن العمل لفترة طويلة فكانت مضاعفات هذا الإيقاف وردود الأفعال المختلفة لدي
الجماعة مرصودة من ذلك التنظيم واستمرت التقارير عن الجماعة في الاتحاد الاشتراكي
تزيد من رصيدها السلبي لدي قيادات هذا التنظيم بالإضافة إلي وقوع الكثير من
المشكلات الإدارية بين الجماعة وبين إدارة المركز في ذلك الوقت وهم سعد الدين عبد
الرازق الذى حدث في تلك الفترة أن تم تفرغه للعمل في الاتحاد الاشتراكي وأوكل
قيادة العمل بمركز الثقافة إلي الراحل محمد السروي وقد كان رجلا فاضلا إلا أنه كان
مؤهل متوسط ويتولي الشئون الإدارية في المركز ورغم أنه لا يجوز إداريا أن يتولي
عمل قيادي إلا أن سعد عبد الرازق قد كلفه بالقيام بعمله كمدير للمركز وكان سريع
التبرم بآراء المبدعين وفقد صبره إزاء تمردهم ومن باب خوفه علي نفسه من أن ينسب
إليه رعاية ما يقولون أو يكتبون من أفكار رافضة ومعارضة بشكل أو بآخر كل ذلك أدي
في النهاية إلي صدور قرار من الشئون الاجتماعية في ذلك الوقت بدمج الجماعة ( جماعة
الرواد الأدبية ) في جمعية رواد قصر وبيوت الثقافة بمحافظة دمياط وقد كان صدور هذا
القرار بإيعاز من الاتحاد الاشتراكي وأمن الدولة وتم تعميمه في باقي المحافظات تحت
شعار دمج الجمعيات المتشابهة في النشاط في جمعية واحدة وقد لاقي هذا القرار معارضة
شديدة من الأدباء واستمرت المعارضة حني قدمت مرة أخرى للعمل بدمياط كمدير لقصر
الثقافة بها عام 1971 وكانت معارضة الأدباء لقرار الدمج ما زالت قائمة .
أما جمعية ضفاف فقد نشأت منشقة عن جمعية رواد
قصر وبيوت الثقافة بدمياط ( نادي الأدب) في أحضان حزب التجمع ، وقد قام بها بعض
الأدباء من الشباب ذوي الميول اليسارية في ذلك الوقت وأعتقد أن أسباب قيامها كانت
سياسية ولم تكن أدبية ، إلا أنها كانت تجربة ثرية ضمت بعض الأدباء الشباب إلي جانب
بعض السياسيين الذين لم يعجبهم في ذلك الوقت استقالتي من منبر اليسار حيث كنت من
مؤسسي هذا المنبر في دمياط وكنت أول مرشح له في انتخابات مجلس الشعب بمركز فارسكور
عندما كان محمد عبد السلام الزيات مرشحا يساريا مستقلا في دمياط أمام حمدي عاشور في
مدينة دمياط ورغم أنني رفضت عرضا من المهندس حسب الله الكفراوي محافظ دمياط في ذلك
الوقت بالانضمام إلي منبر الوسط ( حزب مصر ) فيما بعد إلا أن بعض اليساريين
المتشددين فيما بعد قد ظلوا في شكوكهم تجاهي أنني علي علاقة بأمن الدولة ، وهو ما
دحضته الأيام فيما بعد .
قيادات لها تاريخ في الثقافة
الجماهيرية
في ظل قيادة سعد الدين وهبة
للثقافة الجماهيرية كان الرجل مقتنعا بقدراتي وكان داعما قويا لي في بداية مشواري
الإداري فكنت ألقي منه كل الدعم والاستجابة لكل مطالبي للموقع وقد حققت بعض النجاح
مما أثار حفيظة زملاء كثيرين ،والتي وصلت في بعض الأحيان إلي محاولة الانقضاض علي
كلما وجدوا أن الفرصة متاحة وظل ذلك مطلبا ملحا لبعضهم لم يتنازل عنه حتي تحولت
الثقافة الجماهيرية إلي هيئة وعين حسين مهران كأول رئيس لتلك الهيئة وكان ذلك
تتويجا لنضال مرير لسعد الدين وهبة .
وقد كان ولكن بعد أن تم إقصاء سعد الدين وهبة من
وزارة الثقافة بالكامل ، ومن بعد سعد وهبه تعاقب علي رئاسة الثقافة الجماهيرية
قيادات كثيرة كان منهم سعد عبد الحفيظ ومحمد يوسف وسمير سرحان وحمدي غيث وعبد
الفتاح شفشق وعبد المعطي شعراوي لم يتركوا جميعا أي بصمات تذكر علي الجهاز
باستثناء سمير سرحان الذى نظم مهرجانا متميزا للمسرح في القاهرة أطلق عليه مهرجان
ال 100 ليلة مسرحية أما أخر تلك القيادات فكان الدكتور عبد المعطي شعراوي والذي بتوصية من الكاتب الصحفي
المسرحي الراحل في محرقة بني سويف أحمد عبد الحميد أقال علي أبو شادي من منصب نائب
رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة والذي كان الراحل فؤاد عرفة قد عينه فيه قبل
استلام شعراوي العمل بأيام . قام شعراوي
بتعييني نائبا لرئيس التحرير واستطعت في فترة وجيزة أن أعيد إصدارها بشكل جيد
مختلف بعد أن تعثر صدورها في العهد السابق .
وكان علي أبو شادي الذي نقل للثقافة الجماهيرية حديثا واستطاع في فترة
وجيزة أن يقفز علي منصب مدير إدارة السينما خلفا لفؤاد عرفه تخطيا لمن كانوا في
الإدارة مثل يحي تادرس وماهر السيسي ورغم صداقتي له من خلال تعاملي معه وهو مدير
إدارة السينما بشأن تحديد والتعاقد علي عرض أفلام السينما التجارية إلي أن زكاه سمير
سرحان ليعمل مديرا لتسويق الفيديو لدي المنتج السوري حسين القلا الذى كان قد وفد
إلي مصر وافتتح شركة كبري لإنتاج السينما والفيديو وفي خلال عامين فقط أفلس القلا
وعاد أبو شادي لعمله كاملا بالثقافة الجماهيرية هو وزميل آخر من بنها اسمه معتز
عيسي كان قد عين هو الآخر مديرا لتسويق الأفلام .
ظل أبو شادي محتفظا في نفسه بكثير
من الحنق تجاهي فانتهز الفرصة في عهد حسين مهران أول رئيس للهيئة العامة لقصور
الثقافة فأوغر صدره فأبعدني من منصب نائب رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة وساءت
علاقتي بحسين مهران بسبب ذلك ، وظلت هذه المشاعر كامنة في صدر علي أبو شادي إلي أن
تم تعيينه رئيسا لهيئة قصور الثقافة في الفترة التي كنت فيها مديرا عاما لثقافة
الغربية فصرح لي في طنطا عندما دعوته لحضور احتفال أقمته في ذكري محمد فوزي بمسرح
البلدية بطنطا ( والذي كنت قد نجحت في إقناع المحافظ يومها الدكتور أحمد عبد الغفار
بتخصيصه للثقافة الجماهيرية) . فاجأني أبو شادي بقوله بأنه لن يتم التجديد لي
كمدير عام في المرة القادمة في عام 2000 وقال أن جيل القيادات الموجودة في ذلك
الوقت سيحال للمعاش خلال عامين أما هو فما زال أمامه سبعة أعوام وبدأ في تصفية بعض
القيادات بينما جامل أصدقاء السهرات الخاصة مثل سيد عواد الذي تولي منصبين في
عهده، كمدير عام للمهرجانات ورئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، كذلك محمد
كشيك الذي تولي أربعة مناصب، مدير عام الجمعيات والمساعدات الثقافية، مدير إدارة
الثقافة العامة، أمين عام النشر، ورئيس تحرير مجلة قطر الندى. ولكن يشاء الله أن
يطاح بعلي أبو شادي من الهيئة بعد شهور قليلة فقط بعد مشكلة الروايات الثلاث التي
نشرها في الهيئة ، ولكنه قبل أن يرحل نجح في إبعادي عن الهيئة وندبي مديرا عاما
لمكتب محافظ دمياط في ذلك الوقت الدكتور عبد العظيم وزير رحمه الله في منتصف عام
2000 . ظللت في عملي بمحافظة دمياط قرابة سبعة أشهر حتي تم تعيين محمد غنيم رئيسا
للهيئة العامة لقصور الثقافة إلي جانب عمله في
العلاقات الثقافية الخارجية فقام غنيم علي
الفور بالاتصال بمحافظ دمياط وأقنعه بإلغاء ندبي وعودتي لعملي كمدير عام
للثقافة بالغربية تمهيدا لكي أنال حقي في الترقي كوكيل وزارة ورئيس إقليم شرق
الدلتا الثقافي .
المطبعة وبداية الانطلاق
أعود إلي بداية عملي لأتحدث عن
تجربة فريدة لم تعمم علي مستوي الجمهورية وحثي الآن هي أنني قمت في منتصف
الثمانينيات بشراء مطبعة ماستر بفرع ثقافة دمياط من إيرادات السينما التجارية ،
وأقول إنه من خلال قراءاتي في التاريخ المصري علمت أن رفاعة الطهطاوي بعد أن بعثه
محمد علي إلي فرنسا لكي يبني مصر الحديثة علي أساس علمي كان من أول الأشياء التي
أصر علي إحضارها معه بعد بعثته في فرنسا هي المطبعة التي بها طبع أول رزنامة في
تاريخ مصر المعاصر التي عرفت من بعد باسم الوقائع المصرية . وبعد لقاءات متعددة مع
أدباء دمياط كانت الشكوى المتكررة من الجميع هو انعدام منافذ النشر بالنسبة لهم
وتصادف أن بدأت ترد إلي مصر في تلك الآونة الجيل الأول من مطابع الماستر فتوجهت
ومعي بعض الأدباء والفنيين إلي إحدى الشركات المستوردة بالمنصورة ومن عائدات سينما
الثقافة بدمياط اشترينا مطبعة الماستر وكان سعرها في ذلك الوقت خمسة آلاف جنيه
تقريبا وكان يعد مبلغا باهظا في أوائل الثمانينيات حتى أن فؤاد عرفة رحمه الله
وكان مديرا عاما في الثقافة الجماهيرية قد اعترض من خلال الجمعية المركزية لرواد
قصور وبيوت الثقافة علي قيام جمعية دمياط بشراء تلك المطبعة واعتبره ترفا لا مبرر
له ولكني أصررت بدعم من مجلس إدارة الجمعية في ذلك الوقت علي شرائها وقمت بنفسي
بالتدريب علي تشغيلها وبدأنا طباعة إصدارات الرواد ومجلة عروس الشمال وأغاني
للأطفال وأعلام دمياط وازدهرت حركة النشر مواكبة لازدهار المؤتمرات الأدبية
والمهرجانات الفنية والمسرحية .
تأثيرات السياسة علي الثقافة
الجماهيرية
قبل ذلك كان السادات قد نجح فيما
سمي بعد ذلك بثورة التصحيح والتخلص من مراكز القوى واتجاهه بعد انتصار أكتوبر 1973
إلي الانفتاح الاقتصادي وسعيا لهدم ما تبقي من فكر عبد الناصر والاتحاد الاشتراكي
أحد أهم ملامحه فكر في أول تعددية سياسية تحت مسمي المنابر فأنشأ ثلاثة منابر يمين
ووسط ويسار وأعلن عن الانضمام إليها وبطبيعة الحال كان فكر المثقفين عموما ينحاز
لليسار فانضممت لهذا المنبر وبعد الإعلان عن انتخابات مجلس الشعب لأول مرة عام
1976 في ظل تلك المنابر شجعني الكثيرون
علي الترشح عن دائرتي فارسكور والزرقا وكانتا دائرة واحدة ، وكان عبد الرءوف شبانه يحتكر من قبل كرسي الفئات
في تلك الدائرة بعد ضياء الدين داود رحمه الله وقد كان ما يزال مسجونا في ذلك
الوقت في وزارة ممدوح سالم والتي أشيع عنها أنها كانت أنزه انتخابات جرت في مصر
وأشهد أنها كانت أسوأ انتخابات علي الإطلاق ذلك أن نتيجة فوز عبد الرءوف شبانه في
ذات يوم الانتخابات تمت في نفس اليوم الساعة 11 مساء بعد غلق باب التصويت بحوالي 6
ساعات فقط لم تكن كافية لفرز صناديق الانتخابات في قرية واحدة من قرى المركزين ولم
يسمح لنا نحن المرشحين جميعا بحضور الفرز في مجلس مدينة فارسكور . لأصبح بعد ذلك
وبعد سقوط محمد عبد السلام الزيات هو الآخر في دمياط وسقوط سعد الدين وهبة في
دائرة الأزبكية بالقاهرة أمام عبد المنعم الصاوي لأتهم من قبل أجهزة الأمن أنني
حولت قصر الثقافة إلي خلية شيوعية .
فكان أن أبعد سعد الدين وهبة من
منصبه كوكيل أول لوزارة الثقافة وعين عبد المنعم الصاوي وزيرا للثقافة الذي انتدب
عبد الفتاح شفشق رئيس السيرك القومي في ذلك الوقت رئيسا لجهاز الثقافة الجماهيرية
وكان منوطا به تنفيذ حركة تنقلات بين قيادات معينة تم مده بقائمة بأسمائهم من
محافظاتهم إلي محافظات أخرى نائية إلا أن القدر شاء أن يختار شفشق الزميل المحترم
عبد الرحمن الشافعي الفنان والمسرحي المعروف مديرا لمكتبه وكان في نفس الوقت مديرا
لثقافة الجيزة فلعب عبد الرحمن دورا كبيرا في التهدئة وإقناعه بطرق شتي لتجميد تلك
الحركة وظل الوضع علي ما هو عليه وتعاقبت القيادات حتي تم تحويل جهاز الثقافة
الجماهيرية إلي هيئة عامة ذات طبيعة خاصة وعين حسين مهران أول رئيس لها عام 1989
والمعروف أن حسين مهران كان في السابق أيام سعد الدين وهبة رئيسا للشئون القانونية
بالثقافة الجماهيرية .
كيف نشأت الشلل وعصابات التحكم في
قصور الثقافة ؟
حتي عام 1992 كنت علي علاقة طيبة
ووطيدة بحسين مهران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة في ذلك الوقت وكانت هذه
العلاقة الطيبة مصدر قلق لبعض الزملاء في القاهرة وفي المنصورة حتي أن حسين مهران
قال في أحد الاجتماعات أمامهم أنه لو كان هناك خمسة مثل محمد عبد المنعم في الثقافة
الجماهيرية لفجر جميع محافظات مصر ثقافة وفنا مما أوغر صدور البعض غيرة وحقدا وبدأت
حملات مكثفة منهم للوقيعة بيني وبينه ونجح علي أبو شادي في ذلك فأصدر حسين مهران
قرارا مفاجئا بإبعادي عن منصب نائب رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة وانفرد به علي
أبو شادي وكنت مختارا من حسين مهران في ذلك العام للمشاركة في مؤتمر الأدباء في
أسوان وخصصت لي تذكرة بالطائرة للسفر مع المسافرين إلا أنه بعد هذا القرار أوعز
إليه بإلغاء سفري إلي أسوان إلا أن بعض الزملاء توسطوا فيما بيننا لاستمرار سفري
وهناك في أسوان كانت المفاجأة بتكشف كل خطوط المؤامرة وعدت من هناك وأنا مصمم علي
الرحيل فسعيت للسفر إلي السعودية للعمل كمترجم بإحدى الشركات بالرياض . و تقدم علي
أبو شادي بمذكرة عرضها مهران علي فاروق حسني وزير الثقافة بإيقاف العمل بدور
السينما التجارية وضم موارد جمعيات رواد قصور الثقافة بالمحافظات الموجودة بحسابات
السينما التجارية إلي صندوق الجمعية المركزية دون وجود سند قانوني لذلك ولم
يحاسبهم أحد ، وفي نفس الوقت الاستيلاء علي أموال تلك الجمعيات لتدبير نفقات إصدار
مجلة الثقافة الجديدة التي كانت متعثرة في الصدور بسبب سوء التوزيع ، حتي تقدمت
بطلب للحصول علي أجازة بدون مرتب للعمل بالسعودية عام 1992 وقبل سفرى أعد بعض
الزملاء حفلا لتكريمي في رأس البر حضره بعض من قيادات المحافظة وتطوع البعض بتسجيل
فقرات ذلك الحفل ونقل التسجيل لحسين مهران فأوغر صدره أكثر من ذى قبل.
يشاء القدر ألا أوفق في الاستمرار في السعودية
فعدت أدراجي بعد شهرين فقط عندما ساءت حالتي الصحية هناك وعند عودتي كان مهران قد
عين الراحل محمد فريد عدس وهو أحد أبناء الدقهلية رشحه وتبناه محمد سويلم رئيس
إقليم شرق الدلتا الأسبق رحمه الله وعند مقابلتي لحسين مهران بحضور ممدوح كمال صرح
لي بأنه يريد التخلص من الحوت (علي حد قوله) صلاح مرعي في الشرقية وأن دمياط أصبحت
صغيرة علي وينبغي أن أحصل علي درجة مدير عام مثل زملائي ولهذا أقنعني بالعمل كمدير
عام لثقافة الشرقية عام 1992 في شهر سبتمبر تقريبا علي وعد أن محافظها في ذلك
الوقت سيدبر لي استراحة أقيم بها وعلي مدار شهرين في الشرقية أنجزت أعمالا كثيرة
رغم أنني اضطررت إلي السفر يوميا من دمياط إلي الزقازيق ذهابا وعودة في ساعات
متأخرة من الليل ولم يبر المحافظ بوعده ولا حسين مهران بشأن تدبير استراحة فبادرت
بعد شهرين من المشقة إلي طلب العودة إلي دمياط .
نقلني إلي دمياط بعد أن أخذ علي
تعهدا كتابيا بعدم الترقي إلي مدير عام ، وظللت في عملي الجديد مستشارا لرئيس
إقليم شرق الدلتا ومقري دمياط بلا مقر فعلي ولا اختصاصات فعلية لهذا المنصب الوهمي
لمدة تقترب من الشهور السبعة حتي أعاد حسين مهران تعييني مديرا لدمياط مرة أخرى
ونقل محمد فريد عدس إلي جنوب سيناء .
استأنفت عملي مرة أخرى بدمياط حتى
عام 1999 ،وكان إقليم شرق الدلتا الثقافي قد أنشئ عام 1992 بعد أن تم اعتماد هيكله
الإداري لأول مرة وعين الزميل الراحل محمد سويلم كأول رئيس له وكانت المنافسة فيما
بيننا شديدة إلا أنني ضحيت بكثير من الفرص للترقي سواء في الهيئة بالقاهرة أو في
المنصورة في بادئ الأمر لأنني كنت شديد الارتباط بدمياط كمنزل وأسرة وكعمل وبسبب
الظروف الصحية المتدهورة لزوجتي الراحلة رحمها الله وكنت أرى أن خروجي من دمياط
مهما كانت المغريات هو الموت بعينه لذلك كنت زاهدا في ذلك المنصب عندما أغراني
حسين مهران بقبول الشرقية كخطوة لن تطول حتى يعيدني مرة أخرى لإقليم شرق
الدلتا إلا أن عدم استمراري في الشرقية كان مبررا كافيا له في استمرار سويلم
في هذا المنصب حتى رحل حسين مهران وجاء مصطفي الرزاز رئيسا للهيئة وأحاطت به شلة
الإدارة بالهيئة وتحكمت في قراراته الكثيرة والتي كان منها ترقيتي بالغربية لكثرة
وخطورة ما كان يقع بها من مشكلات حتى أنغمس فيها ويثبت فشلي إداريا وفي نفس الوقت
تعليق ترقيتي رئيسا للإقليم إذا ما نجحت في الغربية وقاموا في مقابل ذلك بعد إحالة
سويلم للمعاش بندب مدير شئون العاملين بالهيئة عثمان برعي رئيسا للإقليم إلي جانب
عمله كمدير عام لشئون العاملين بالهيئة وفي الغربية بدأت في تحقيق نجاحات إدارية
وثقافية وفي الوقت الموعود لنقلي إلي إقليم شرق الدلتا نقل الرزاز وعين علي أبو
شادي فثبت برعي في الإقليم وندبني إلي محافظة دمياط مديرا عاما لمكتب المحافظ
الدكتور عبد العظيم وزير، وقبلت خلاصا من مطاردات علي أبو شادي الذى لم يطل به
العهد ووقع في شر أعماله وأقصاه عاطف عبيد بعد أزمة الكتب الثلاثة التي نشرها في
ذلك الوقت . وعين محمد غنيم رئيسا لهيئة قصور الثقافة فكانت أولي قراراته إلغاء
ندبي للمحافظة وعودتي مديرا عام للغربية وبعد شهرين انتدبني رئيسا لإقليم شرق
الدلتا حيث عينت وكيلا للوزارة ورئيسا للإقليم لما يزيد علي ثلاثة أعوام ونصف
أعتقد أنني استطعت فيها بالفعل تحقيق إنجاز ما زال مشهودا ومعترفا به .
دمياط متفردة بها مؤهلات النجاح
والتميز
أما عن دمياط فطبيعتها
الجغرافية وتاريخها ذات موقع ومكان عبقري أفرز علي مر التاريخ كثير من
العباقرة في مختلف مجالات الحياة ومن قبل أن نولد قرأنا في كتاب دمياط الشاعرة
الذي أصدرناه مع الأديب الراحل طاهر أبو فاشا وبعض مبدعينا أن دمياط أنجبت كثير من
الشعراء ذوى القامات الفارهة فنا وأدبا ولو أنه لم يتحقق لأي منهم الذيوع
والانتشار إلا أننا في عصرنا الحديث ومن خلال ما أصدرناه من مطبوعات أتاحت
لنا الانتشار والمعرفة في ساحة الثقافة بمصر كلها تمكن الراسخون من شعرائنا
وكتابنا من تحقيق ذواتهم علي مستوي الساحة الأدبية وساهم التقدم التكنولوجي
فيما بعد من خلال الإنترنت من ذيوع شهرتهم علي ساحة العالم العربي كله .
خاتمة
الثقافة بشكل عام هي الدرع القوي
والفعال للوطن في مواجهة التخلف والتطرف الفكري بكل أشكاله دينيا كان أو سياسيا
ويعظم دور وزارة الثقافة بمؤسساتها في تلك المواجهة من حين لآخر تبعا لمدي قدرة
القائمين عليها في مواجهة التخلف والتطرف علي السواء ويأتي هنا دور قصور الثقافة
المنتشرة في كل محافظات مصر في مقدمة المؤسسات القادرة علي تلك المواجهة إلا أننا
في تلك المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن والتي بدأت مع أحداث ثورة يناير 2011 نجد أن
دور وزارة الثقافة وكل مؤسساتها قد شهد في تلك المرحلة تدهورا شديدا في كل شيء بدءا
من تدني كفاءة القائمين عليها وكوادرها وقياداتها المتعاقبة السريعة التي شهدت
تقزما شديدا في مواجهة تعملق لقيادات التطرف وتغولها علي مناحي الحياة في مصر
والعالم العربي كله لنشهد ردة ثقافية هائلة غير قادرة علي مواجهة التخلف والتطرف بقيادات عاجزة لا تملك رؤى
واضحة ولا إستراتيجية تحكم حركتها وتحدد أطر تلك الحركة بل إن تلك القيادات
القاصرة وقعت ضحية صراعات علي المصالح واقتسام الكعكة الثقافية الرديئة فصار كل
شيء يوحي بالعشوائية والتبدد واللا أمل ، لذا من خلال مؤتمركم هذا وفي كل مناسبة
تتاح يجب أن يتبني المثقفون الحقيقيون الدعوة إلي عقد مؤتمر موسع للثقافة في مصر
يضم كافة الاتجاهات الثقافية والفكرية للبحث في وضع إستراتيجية علمية للثقافة في
مصر ، للوصول إليها في مراحل زمنية عاجلة تبدأ من اكتشاف القيادات القادرة والعمل
علي صقلها بالتدريب المكثف الواعي وذلك حتي يمكن اللحاق بركب الحضارة العالمية
ومواجهة الفكر الظلامي والإرهابي والمتخلف السائد حاليا .
دمياط
27/9/2016