الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

8- كيف نشأت الشلل وعصابات التحكم في قصور الثقافة

8- كيف نشأت الشلل وعصابات التحكم في قصور الثقافة

حتي عام 1992 كنت علي علاقة طيبة ووطيدة بحسين مهران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة في ذلك الوقت وكانت هذه العلاقة الطيبة مصدر قلق لبعض الزملاء في القاهرة وفي المنصورة حتي أن حسين مهران قال في أحد الاجتماعات أمامهم أنه لو كان هناك خمسة مثل محمد عبد المنعم في الثقافة الجماهيرية لفجر جميع محافظات مصر ثقافة وفنا مما أوغر صدور البعض غيرة وحقدا وبدأت حملات مكثفة منهم للوقيعة بيني وبينه ونجح علي أبو شادي في ذلك فأصدر حسين مهران قرارا مفاجئا بإبعادي عن منصب نائب رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة وانفرد به علي أبو شادي وكنت مختارا من حسين مهران في ذلك العام للمشاركة في مؤتمر الأدباء في أسوان وخصصت لي تذكرة بالطائرة للسفر مع المسافرين إلا أنه بعد هذا القرار أوعز إليه بإلغاء سفري إلي أسوان إلا أن بعض الزملاء توسطوا فيما بيننا لاستمرار سفري وهناك في أسوان كانت المفاجأة بتكشف كل خطوط المؤامرة وعدت من هناك وأنا مصمم علي الرحيل فسعيت للسفر إلي السعودية للعمل كمترجم بإحدى الشركات بالرياض وحدثت تدخلات كثيرة من البعض من أجل إبعادي لكسب وده والانفراد بالحظوة لديه بسبب كثرة ما أعلنه في بداياته الأولي من أنني أحد أهم القيادات في الثقافة الجماهيرية وكثيرا ما أثني علي أدائي في محافظة دمياط  وكان من السهل التأثير عليه بالوشاية والنميمة وهو ما أجاده البعض ونجحوا فيه فكان بتأثير مباشر من علي أبو شادي أن أصدر قرارا بتعيينه نائبا لرئيس التحرير معي للثقافة الجديدة ولكن لم يقنع أبو شادي بذلك بل سعي حثيثا إلي تنحيتي تماما من المجلة وانفرد هو بمنصب نائب رئيس التحرير في غضون أيام قليلة وظلت المناوشات تتصاعد بيني وبين حسين مهران بفعل هذه الوشايات حتي تقدم له علي أبو شادي بمذكرة عرضها مهران علي فاروق حسني وزير الثقافة بإيقاف العمل بدور السينما التجارية وضم موارد جمعيات رواد قصور الثقافة بالمحافظات الموجودة بحسابات السينما التجارية إلي صندوق الجمعية المركزية دون وجود سند قانوني لذلك ولم يحاسبهم أحد وذلك لتقليم أظافر مديري الفروع المتمردين وكنت أنا علي رأسهم وفي نفس الوقت الاستيلاء علي أموال تلك الجمعيات لتدبير نفقات إصدار مجلة الثقافة الجديدة التي كانت متعثرة في الصدور بسبب التمويل وسوء التوزيع ، حتي تقدمت بطلب للحصول علي أجازة بدون مرتب للعمل بالسعودية عام 1992 وقبل سفرى أعد بعض الزملاء حفلا لتكريمي في رأس البر حضره بعض من قيادات المحافظة وتطوع البعض لتسجيل فقرات ذلك الحفل ونقل التسجيل لحسين مهران فأوغر صدره أكثر من ذى قبل وكان ابتعادي هو أقصي ما يتمناه هو وحوارييه ولكن يشاء القدر ألا أوفق في الاستمرار في السعودية فعدت أدراجي بعد شهرين فقط عندما ساءت حالتي الصحية هناك وعند عودتي كان مهران قد عين الراحل محمد فريد عدس وهو أحد أبناء الدقهلية رشحه وتبناه محمد سويلم رئيس إقليم شرق الدلتا الأسبق رحمه الله وعند مقابلتي لحسين مهران بحضور ممدوح كمال صرح لي بأنه يريد التخلص من الحوت (علي حد قوله) صلاح مرعي في الشرقية وأن دمياط أصبحت صغيرة علي وينبغي أن أحصل علي درجة مدير عام مثل زملائي ولهذا أقنعني بالعمل كمدير عام لثقافة الشرقية عام 1992 في شهر سبتمبر تقريبا علي وعد أن محافظها في ذلك الوقت سيدبر لي استراحة أقيم بها وعلي مدار شهرين في الشرقية أنجزت أعمالا كثيرة رغم أنني اضطررت إلي السفر يوميا من دمياط إلي الزقازيق ذهابا وعودة في ساعات متأخرة من الليل ولم يبر المحافظ بوعده ولا حسين مهران بشأن تدبير استراحة فبادرت بعد شهرين من المشقة إلي طلب العودة إلي دمياط في أي عمل وأمام إصراره علي إبعادي نقلني إلي دمياط بعد أن أخذ علي تعهدا كتابيا بعدم الترقي إلي مدير عام وعرض هذا الإقرار علي مجلس إدارة الهيئة وظللت في عملي الجديد مستشارا لرئيس إقليم شرق الدلتا ومقري دمياط بلا مقر فعلي ولا اختصاصات فعلية لهذا المنصب الوهمي لمدة تقترب من الشهور السبعة حتي أعاد حسين مهران تعييني مديرا لدمياط مرة أخرى ونقل محمد فريد عدس إلي جنوب سيناء .
استأنفت عملي مرة أخرى بدمياط حتى عام 1999 ،وكان إقليم شرق الدلتا الثقافي قد أنشئ عام 1992 بعد أن تم اعتماد هيكله الإداري لأول مرة وعين الزميل الراحل محمد سويلم كأول رئيس له وكانت المنافسة فيما بيننا شديدة إلا أنني ضحيت بكثير من الفرص للترقي سواء في الهيئة بالقاهرة أو في المنصورة في بادئ الأمر لأنني كنت شديد الارتباط بدمياط كمنزل وأسرة وكعمل وبسبب الظروف الصحية المتدهورة لزوجتي الراحلة رحمها الله وكنت أرى أن خروجي من دمياط مهما كانت المغريات هو الموت بعينه لذلك كنت زاهدا في ذلك المنصب عندما أغراني حسين مهران بقبول الشرقية كخطوة لن تطول حتى يعيدني مرة أخرى لإقليم شرق الدلتا  بعد التخلص من سويلم علي حد قوله إلا أن عدم استمراري في الشرقية كان مبررا كافيا له في استمرار سويلم في هذا المنصب حتى رحل حسين مهران وجاء مصطفي الرزاز رئيسا للهيئة وأحاطت به شلة الإدارة بالهيئة وتحكمت في قراراته الكثيرة والتي كان منها ترقيتي بالغربية لكثرة وخطورة ما كان يقع بها من مشكلات حتى أنغمس فيها ويثبت فشلي إداريا وفي نفس الوقت تعليق ترقيتي رئيسا للإقليم إذا ما نجحت في الغربية وقاموا في مقابل ذلك بعد إحالة سويلم للمعاش بندب مدير شئون العاملين بالهيئة عثمان برعي رئيسا للإقليم إلي جانب عمله كمدير عام لشئون العاملين بالهيئة وفي الغربية بدأت في تحقيق نجاحات إدارية وثقافية وفي الوقت الموعود لنقلي إلي إقليم شرق الدلتا نقل الرزاز وعين علي أبو شادي فثبت برعي في الإقليم وندبني إلي محافظة دمياط مديرا عاما لمكتب المحافظ الدكتور عبد العظيم وزير ندبا وقبلت خلاصا من مطاردات علي أبو شادي الذى لم يطل به العهد ووقع في شر أعماله وأقصاه عاطف عبيد بعد أزمة الكتب الثلاثة التي نشرها في ذلك الوقت وهاجت عليه الدنيا باعتبارها ازدراء للدين وعين محمد غنيم رئيسا لهيئة قصور الثقافة فكانت أولي قراراته إلغاء ندبي للمحافظة وعودتي مديرا عام للغربية وبعد شهرين انتدبني رئيسا لإقليم شرق الدلتا حيث عينت وكيلا للوزارة ورئيسا للإقليم لما يزيد علي ثلاثة أعوام ونصف أعتقد أنني استطعت فيها بالفعل تحقيق إنجاز ما زال مشهودا ومعترفا به .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق