الجمعة، 24 أكتوبر 2014

10- تأثيرات السياسة علي الثقافة في مصر ودمياط


 تأثيرات السياسة علي الثقافة في مصر ودمياط




                                                       


                                                                     عبد المنعم ا لصاوي


سعد الدين وهبه                                                                                        

في منتصف عام 1975 تقريبا كان سعد وهبة قد انتقل إلي ديوان عام وزارة الثقافة وكيلا أول للوزارة وعين سعد عبد الحفيظ رئيسا للثقافة الجماهيرية وكانت قد ظهرت اتجاهات لتحويل كيانات الثقافة الجماهيرية في المحافظات إلي مديريات وكان المهندس سعد الكسار ( دمياطي أصلا ) قد رقي مديرا عاما في الثقافة الجماهيرية وكانت هي الدرجة الوحيدة للمدير العام بعد الراحل محمود سامي ومحمد يوسف وكانت نوايا سعد الكسار الإيحاء إلي سعد عبد الحفيظ بتعيين أحد أبناء المنصورة مراد المهدي رحمه الله مديرا للثقافة في دمياط بعد كل ما بذلته في المحافظة فذهبت إلي سعد وهبة في الوزارة بالزمالك في شارع شجرة الدر وقابلته وحكيت له ما يحدث فهاج وثار وطلب سعد عبد الحفيظ تليفونيا وأمره  بإعطائي حقي وبالفعل صدر القرار بتعييني مديرا لمديرية الثقافة بدمياط وظل الوضع علي ما هو عليه حتي تم تعيين عبد المنعم الصاوي وزيرا للثقافة فاعتزل سعد وهبة العمل الحكومي واعتكف في مكتبه الخاص بشركة الفجر للإنتاج الفني وجاء الصاوي بعبد الفتاح شفشق ليتولي رئاسة الثقافة الجماهيرية وجاء الرجل محملا بقرارات جاهزة لنقل جميع المديرين الموالين لسعد وهبة خارج محافظاتهم واستدعاني شفشق لمكتبه عن طريق زميلنا العزيز عبد الرحمن الشافعي الذي عينه مديرا لمكتبه لسابق التعارف بينهما حيث كان الشافعي مديرا للسامر ثم الجيزة وكان شفشق جاره مديرا للسيرك القومي المجاور لمسرح السامر الذى هدم بعد ذلك وقال لي شفشق بأن معه قرارات  بنقلي إلي الوادي الجديد فقلت له لماذا فقال لأنك مصنف عند الوزير أنك شيوعي وحولت القصر إلي خلية شيوعية فقلت له لو كنت شيوعي في دمياط فسوف أكون بعد النقل أكثر خطرا بشيوعيتي في الوادي الجديد ثم أن الفيصل في هذا التصنيف هو جهاز أمن الدولة وكان علي رأسه في دمياط اللواء إبراهيم الشيخ وكان رجلا أمينا وحكيما وكانت قد حدثت أزمة الأدباء في بورسعيد واعتقل محمد السلاموني ثم قبض علي كامل الدابي هنا في دمياط كشاهد علي السلاموني وكان موفدا إلي بورسعيد للمشاركة مع وفد أدبي من دمياط للمشاركة في احتفال بورسعيد بعيدها القومي وهذا الموضوع وحده يحتاج لصفحات طويلة للكلام عنه فخباياه كثيرة حتي الآن المهم اقتنع شفشق بكلامي ووعدني بإرجاء القرار حتي يأتي إلي دمياط ويقابل المحافظ ورئيس أمن الدولة لسؤالهم عني وبالفعل قدم إلي دمياط والتقي بالمحافظ المهندس محمد عبد الهادي سماحة ( عين وزيرا للري بعد ذلك ) وكان معه سكرتيرا عاما من القلائل المحترمين الذين عملوا بالمحافظة اسمه محي الدين عبيد وحضر اللقاء إبراهيم ا لشيخ مفتش أمن الدولة وأجمع الكل علي شهادة إيجابية لصالحي خرج بعدها شفشق وكان بصحبته الزميل العزير الفنان عبد الرحمن الشافعي وعاد وقرر الإبقاء علي في موقعي ، كان قد سبق ذلك انتخابات لمجلس الشعب عام 1976 في عهد ممدوح سالم وكان السادات قد حاول انتهاج منهج أقرب إلي الديمقراطية بدل الحزب الواحد ( الاتحاد الاشتراكي ) بعد حادثة مراكز القوي وما أطلق عليه بعد ذلك ثورة التصحيح فأنشأ ثلاث منابر يسار ووسط ويمين وانضممت بطبيعة الحال إلي منبر اليسار وكان رئيسه خالد محي الدين وكان معنا في البداية بدمياط محسن الليثي ومحمد حبيب الشناوي رحمه الله  ( كان موظفا في مصنع الخشب بفارسكور ) وبعض كوادر منظمة الشباب التي كانت قد حلت وأقنعوني بالترشيح لمجلس الشعب في دائرة فارسكور وكان المنافس هناك عبد الرءوف شبانة صاحب معامل الألبان  المعروف رحمه الله مرشحا للوسط وفي دمياط كان مرشحا محمد عبد السلام الزيات و في منافسة شرسة مع حمدي عاشور وكان طبيعيا أن يلتف المثقفون حول الزيات فاتهم الجميع بالشيوعية وتفرغ موسي صبري في جريدة الأخبار لمناصرة حمدي عاشور ومهاجمة الزيات ومؤيديه بالشيوعية وفاز حمدي عاشور وعبد الرؤءوفي شبانه وهزم سعد وهبة في الأزبكية في مواجهة عبد المنعم الصاوي يومها قال لي سعد وهبة أنت وصابر بخيت مدير البحر الأحمر اللي وديتوني في داهية بسبب انتماءنا لمنبر اليسار والتصقت بنا من يومها تهمة الشيوعية وانعكست علي العمل في الثقافة بالجهاز الحكومي والذي أصبح مطاردا ومحاصرا ومراقبا من أجهزة الأمن بعد ذلك علي اعتبار أنه خلية شيوعية حيث صدقوا أنفسهم بتصنيفاتهم وظلت كلمة الثقافة مرادفا عند الكثيرين للشيوعية إلي وقت قريب حتي في ظل حكم المخلوع حسني مبارك وظللت لفترة طويلة أنعم بمراقبة لصيقة حتي عند توجهي لمنزلي ليلا بدراجتي علي طريق الأعصر قبل رصفه بثلاث دراجات يبالغ أصحابها في إظهار أنفسهم لي وهم عم أنور وعم صالح وعم محمد عبد الرحمن من مخبري أمن الدولة في ذلك الوقت فكانوا نعم الحراس وإن لم يقصدوا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق