الأحد، 19 أكتوبر 2014

1-مقدمة ما قبل المقدمة - عن الثقافة في دمياط



 مقدمة ما قبل المقدمة ( لزوم ما لا يلزم )


- ها أنت تقفز للنهاية ،
- هلا حكيت من البداية .
- ولمن أقول ؟ !
- هذى صفوف السنط والصبار تُنصت للحكاية :
- ألها عقول ؟
- ماذا يضيرك .. أَلْقِ ما فى القلب حتى للحجر ،
أو ليس أحفظُ للنقوش من البشر ؟ !
( نجيب سرور)


كان لسعد الدين وهبة رحمه الله دور كبير في حياتي بدأ هذا الدور بإعادتي إلي الثقافة الجماهيرية مرة أخري بعد أن هجرتها إلي الاتحاد الاشتراكي ومنظمة الشباب الاشتراكي متفرغا للعمل السياسي كأمين مساعد للتنظيم لمنظمة الشباب بمركز فارسكور ثم منتدبا للعمل بالتربية والتعليم كمدرس للغة الإنجليزية بمدرسة الزرقا الثانوية التجارية عامي 1969، 1970 وكنت قد قطعت شوطا بوساطة الراحل الكبير ضياء الدين داود للانتقال إلي التربية والتعليم للعمل كمدرس للغة الإنجليزية بعد فصلي من منظمة الشباب تنظيميا لأسباب سياسية وكانت تلك الهجرة القسرية  هروبا من التعقيدات الإدارية التي كنت أعاني منها بعد أن انتقلت من القاهرة للعمل بمركز الثقافة والاستعلامات بدمياط تحت رئاسة أستاذنا الراحل سعد الدين عبد الرازق فكنت في أحد الزيارات للأستاذ ضياء الدين داود في مكتبه بالاتحاد الاشتراكي في القاهرة علي كورنيش النيل وكان أمينا للثقافة والفكر والإعلام في اللجنة المركزية وحضر الأستاذ سعد وهبه ذلك اللقاء وفاتحه الأستاذ ضياء في رغبتي في النقل كليا إلي التربية والتعليم فرفض بشدة بعد حوار معي وقال نحتاجك في الثقافة الجماهيرية  وأقنعني أنه ليس من الحكمة ترك الثقافة إلي التربية والتعليم وعدت أدراجي حزينا ومقتنعا بالإكراه بما قال وبعد فترة استدعاني للقائه بمكتبه في مبني البنك الصناعي بشارع الجلاء وعرض علي الاشتراك في الدورة الثالثة لمركز إعداد الرواد الثقافيين في هليوبوليس بالقاهرة لمدة 8 شهور وبالطبع لابد أن أقبل وفي الدورة كان معي محمد غنيم الذي كان مديرا لقصر ثقافة الحرية بالإسكندرية بينما كان فاروق حسني مديرا لقصر ثقافة الأنفوشي وكان معه مجموعة كبيرة من العاملين والعاملات بذلك القصر والذين كان غنيم يتخذهم درعا لحمايته وقت اللزوم حيث نشأت فيما بيننا منافسة شديدة علي الفوز بالمركز الأول علي الدورة في ترمها الأول والثاني وكانت المنافسة واضحة من المناقشات والحوارات في المحاضرات وفي اللقاءات الأسبوعية التي كان يحضرها معنا الأستاذ سعد الدين وهبة والذي استطاع ببراعة أن يطبع فينا الكثير من شخصيته القوية وثقافته الموسوعية الغزيرة وفي اختبارات التيرم الأول كانت المفاجأة بفوزي بالمركز الأول وغنيم بالمركز الثاني وفي التبرم الثاني في نهاية الشهور الثمانية كان ترتيبي أيضا الأول والثاني كانت زميلة اسمها ليلي صلاح الدين * والثالث محمد غنيم * وفي حفل التخرج تسلمت مكافأة مالية وشهادة تقدير وخطاب تعييني كمدير لقصر ثقافة دمياط وكان ذلك في صيف 1971 تقريبا ثم كافأنا سعد وهبه أنا وليلي صلاح الدين بإيفادنا إلي ألمانيا الشرقية في يونيو 1974 ممثلين لمصر في احتفالات عيد العمال بها ، وعندما توليت إدارة قصر الثقافة بدمياط لم يكن مبني القصر قد اكتمل وكان ينقصه الكثير وكانت تعليمات سعد وهبة لي قبل أن أبرح القاهرة أن لا أسمح للمجلس الشعبي للمحافظة باحتلال مبني القصر ومسرحه بأي طريقة وبالفعل عندما قدمت لدمياط فوجئت أن مدير القصر الذى سأتسلم منه العمل ويدعي ممدوح بدران وكان شابا مثقفا ومبدعا فنان تشكيلي وشاعر إلا أنه كبورسعيدي لم يقو علي مواجهة المجلس الشعبي للمحافظة بقيادة حمزة السنباطي رحمه الله والذى كان قد وضع يده بالفعل علي واجهة القصر واختار حجرة في صالة المدخل الرئيسي لتكون حجرة رئيس المجلس وطلب إلي شركة حسن علام التي تشطب المبني أن تفصل بين واجهة المدخل الرئيسي وبين باقي المبني في الدور الأرضي والدور الناني الذى به مدخل البلكون للمسرح وأصبح القصر فقط الجناح الأرضي المطل علي الشارع المؤدي للإستاد والجناح الذي يعلوه فقط وحجرة مدير القصر هي الحجرة التي علي يسار السلم في الدور الثاني ليفصل بينها وبين المكتبة درجات السلم وكان المرحوم سعد الدين عبد الرازق قد استبعد من الإدارة هو ومجموعة كبيرة من مديري الثقافة علي مستوي قصور الثقافة بكل المحافظات من القيادات كبيرة السن والتي كانت محولة أصلا من التربية والتعليم عندما كانت تلك القصور في بداية الأمر تحت اسم الجامعة الشعبية وكانت إحدى المرافق التابعة للتربية والتعليم أو وزارة المعارف من قبل وبدأنا في العمل وكانت محافظة بورسعيد مهجرة في كثير من المحافظات وكان بدمياط أعداد كبيرة من أهلها احتلوا كل رأس البر وكثير من أحياء دمياط وكان أغلب رواد القصر من شباب وشابات بورسعيد المحبين للفن والثقافة في مقابل انصراف الدمايطة عن الثقافة لأنها في نظر الأسر في ذلك الوقت مضيعة للوقت والمصلحة أهم فكانت بداية صعبة مكان منقوص ومحروم من المسرح أهم مرفق في أي قصر ثقافة ورواد قليلون أغلبهم بورسعيدي وخصومة بين الأدباء وبين أدارة الثقافة بسبب حل جمعيتهم المستقلة ( جمعية رواد ) وضمها لجمعية رواد قصر وبيوت الثقاة في محافظة دمياط فيما بعد وارتباط شخصي أثير بين قيادات الحركة الأدبية وبين المدير الشاب المنقول ( ممدوح بدران ) والذي أخذت مكانه علي غير هواهم تلك باختصار شديد كانت البداية وكانت بداية شديدة الصعوبة إلا أن الله وفقنا واستطعنا تجاوز كل المعوقات فيما بعد

حواشي 
* ليلي صلاح الدين تمتد جذور نشأتها إلي مدينة دمياط وآخر عمل لها بالهيئة كانت رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث أمها دمياطية ولكنها عاشت طفولتها وصباها بالإسكندرية ثم تزوجت وعاشت باقي حياتها بالقاهرة 
* محمد غنيم علم من أعلام وزارة الثقافة بعد توليه رئاسة قصر ثقافة الحرية بالإسكندرية انتدب ملحقا ثقافيا في سفارتنا بواشنطن ثم رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الثقافية الخارجية ثم تولي رئاسة الهيئة بعد علي أبوشادي وبعد إحالته للمعاش عين مشرفا علي مشروع إنشاء المتحف الأثري الكبير حتي اعتزل العمل بعد ثورة يناير 2011 .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق