السبت، 18 أكتوبر 2014

2- مقدمة - عن الثقافة في دمياط



 عن الثقافة في دمياط







مقدمة 

من آن لآخر يحاول البعض التأريخ أو علي الأقل التوثيق لبعض الأنشطة الثقافية في دمياط وقد تأخذ الحماسة بعضهم فيضفي هالة توحي بأنه عليم ببواطن الأمور وشريك فيما تم أو راصد لكل ما تم وينبني علي ذلك سرد غير دقيق لمجريات الأمور يمثل تجنيا متعمدا علي الكثيرين .
من هؤلاء ونتيجة لمواقف شخصية قديمة أشرت إلي بعضها في أحاديث سابقة من كان يري أنني كنت مجرد موظف إداري أؤدي عملي بشكل أو بآخر وأن الحركة الثقافية في دمياط علي مدار ثلاثة عقود كانت صاحبة نفسها بمعني أنه لا فضل ولا دخل لأحد فيما وصلت إليه من تألق كان مثار إعجاب المتابعين علي صعيد الحياة الثقافية في مصر كلها .
فهل كان من قبيل المصادفة ذلك التطور والتفاعل في مختلف مناحي الحياة الثقافية في تلك الفترة هل تبلور الحركة الأدبية وإصدار العديد من المطبوعات التي كانت شبه منتظمة في صدورها وجذبت كثير من المبدعين والكتاب من كافة محافظات مصر وهل انعقاد المؤتمرات الأدبية المتتالية في دمياط سواء كانت قومية أو محلية كان من قبيل المصادفة ؟ وهل عقد المهرجانات الفنية والموسيقية والمسرحية ونوادي المسرح كان أيضا من قبيل المصادفة ؟ وهل تألق بعض الفنانين التشكيليين من أبناء دمياط برعاية قصر الثقافة ونبوغهم علي مستوي مصر والعالم ومنهم من عاد مؤخرا وشهد بذلك علي الملأ ( د. شادي النشوقاتي ) هل كان ذلك مصافة ؟ وهل كان نبوغ بعض أبناء دمياط في  إدارة المسرح بدءا من يسرى الجندي والسلاموني ومجدي الجلاد ومحمد الشربيني وعبد الستارالخضرى كان أيضا من قبيل المصادفة ؟ ثم هل كان افتتاح حوالي 14 فرع ثقافي في محافظة دمياط من بيوت وقصور ومكتبات في تلك الحقبة من قبيل المصادفة ؟
كان بعض الخبثاء لمواقف شخصية قديمة قد رأي أنني أفتقد إلي الموهبة فلست أديبا ولا فنانا ولا تشكيليا ولكني مجرد إداري ناجح بالرغم من أنني كنت وما أزال أنأي بنفسي عن نسبة أي صفة فنية أو أدبية لشخصي كما فعل الكثيرون ممن نسبوا إلي أنفسهم صفات الشاعر الكبير أو الكاتب المسرحي أو الناقد أو الباحث أو حتي المحاسب والمهندس وكلها صفات لا تضيف للإنسان شيئا فتزول بمجرد زوال الوظيفة ولكن الإنسان وحده هو الذى يضيف إليها بما يبدع إن كان حقا ذا قيمة ذلك علي الرغم من أنه كانت لي محاولات شعرية أري أنها أنضج كثيرا مما يكتبه البعض ودخل به بشكل أو بآخر إلي اتحاد الكتاب وقد كان الحصول علي عضويته بالنسبة لي شخصيا أسهل شيء ولكني لم أسع إليها قط لأني رأيت في ذلك شرفا لا يضيف لي شيئا ربما غرورا أو ربما ثقة زائدة ولكني كنت أراه ترفعا عن مزاحمة الآخرين .
   دمياط في 18 / 10 / 2014                              محمد عبد المنعم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق