الجمعة، 31 أكتوبر 2014

11- الإدارة في مصر تعاني من تآكل القيادات القادرة


فاصل أو جملة اعتراضية

( الإدارة في مصر تعاني من تآكل القيادات القادرة )


من بعد سعد وهبة كانت تعرف مديريات الثقافة في مصر بأسماء قياداتها خاصة تلك التي حققت نجاحا يذكر فكانت أسوان تعرف بحسن فخر الدين وقنا بمحمد رمزي جمال الدين وأسيوط بصلاح شريت والجيزة بعبد ا لرحمن الشافعي والقاهرة بنفيس عكاشة والمنوفية بكمال بحيرى والشرقية بعلي الشناوي وصلاح مرعي والدقهلية بمحمد سويلم والبحيرة بمصطفي البسيوني وكفر الشيخ بمحمد الديب والإسكندرية بمحمد غنيم إلي جانب العبد لله في دمياط وكان يرتبط نجاح الإدارة في مصر للأسف الشديد بشخص القائد وليس بنظام العمل بمعني أن القائد الناجح في أي موقع يحدث نشاطا ونجاحا كبيرا ثم يختفي هذا النجاح ويحدث التراجع بعد اختفاء هذا القائد بموته أو برحيله إلي موقع آخر وإذا كان ثمة نجاح قد حدث في إقليم شرق الدلتا الثقافي أو في غيره في فترة ما مرتبط بشخص رئيس الإقليم وليس بأسلوب العمل أو بنظام راسخ يسمح باستمرار هذا النجاح فيما بعد ومن ثم يحدث التراكم ويحدث التقدم ولكن العكس هو الصحيح مصر قبل ما يسمي بثورة يناير عانت من تآكل القيادات بسبب وقف التعيينات واللجوء إلي العمالة المؤقتة بضغط مقصود من البنك الدولي والهيمنة الأمريكية علي كل شيء في مصر حتى حدثت فجوة كبيرة بين جيل من القيادات الطليعية والجيل الذي تلاه وأصبح هناك فراغ كبير في القيادات المتمرسة القادرة علي التواصل والاستمرار في النجاح واستمر هذا التآكل في كل القيادات في كل المصالح فأصبح الصف الثاني فجأة في مركز القيادة دون تدريب أو تأهيل وما زال ذلك واقعا حتى الآن ولا دخل للثورة بما يحدث من تدهور وانهيار في مستوي النشاط الثقافي حاليا ولكن السبب هو ما قلت الفراغ الإداري الكبير والفجوة الكبيرة بين أجيال القيادة حتى أصبحت القيادات الحالية غير قادرة علي الابتكار ولا تمتلك القدرة علي الإبداع ولكنها انشغلت لفترة بالتنقيب في مثالب ومساوئ من سبقوهم حني يثبتوا تفوقهم ونزاهتهم وبعد الثورة أصبح شغلهم الشاغل هو مخاطبة الميدان والسعي لنيل رضا الثوار ففتحوا أبواب قصور الثقافة لكل من هب ودب من جماعات وجمعيات بعضها خاص وبعضها مشبوه الهوية وانشغلوا بذلك عن إنتاج الثقافة المواكبة لفكر الثورة والتي كانت بذرتها موجودة بالفعل بين المثقفين قبل غيرهم فهم كما قلت من قبل الرافضون للتطبيع والرافضون للفساد والرافضون للسجود للهيمنة الأمريكية الصهيونية إلا أن تلك البذرة الثورية للأسف الشديد طمرت ولم تتفاعل بعد مع البيئة الجديدة التي لم تستقر تربتها حتى الآن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق