صفحات من تاريخ الثقافة الجماهيرية
2-فضيحة البنك الصناعي ومسرح السامر
كتب أحد أعضاء عصابة النشر بهيئة قصور الثقافة مقالا مطولا في جريدة المساء ضمن الحملة الموجهة ضد سيد خطاب رئيس تلك الهيئة الحالي لأنه أقال بعضهم من سلاسل النشر وأغلق بابا لاغتراف أموال الهيئة ونهبها لم أتفق مع ما
ذهب مع ما ذهب إليه كاتب المقال من تحليلات لإقالة علي أبو شادي من رئاسة هيئة قصور الثقافة ووضع تلك الإقالة
علي شماعة لجنة السياسات بزعم أن لجنة السياسات كانت وراء مؤامرة إقالة أبو شادي من الهيئة لتهيئة الجو لأنس الفقي وهو زعم باطل كليا ذلك أن وزارة الثقافة بجميع مؤسساتها لم
تكن يوما علي خلاف أو تناقض مع مؤسسة الرئاسة في عهد فاروق حسني وزير الثقافة لثلاث وعشرين سنة ، بل كانت تلك الوزارة منطقة نفوذ خاصة
لسوزان مبارك فهي صاحبة القرار الفعلي فيها بعد نجاح المشروع الذى نسب لها وهو مكتبة
الأسرة ومهرجان القراءة للجميع أما أزمة الروايات الثلاث التي بسببها أقال عاطف
عبيد رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت علي أبو شادي من رئاسة هيئة قصور الثقافة وحوله
إلي مستشار وهو لقب بلا اختصاصات لركن من يثبت عدم صلاحيته طبقا للقانون رقم 5
الخاص بتعيين القيادات في الدولة فلم تكن أزمة تلك الروايات هي الأولي ولكن سبقتها
أزمات أخرى بين وزارة الثقافة ووزيرها فاروق حسني ( الذى مكث بها 23 سنة ) وبين المؤسسة
الدينية المتمثلة في الأزهر وبعض العناصر الدينية التي سمح لها النظام بالولوج إلي
مجلس الشعب من الإخوان المسلمين والتيار الديني فكانت أزمة الحجاب ثم أزمة رواية وليمة
لأعشاب البحر ثم جاءت أزمة الروايات الثلاث وكلها بدأت وانتهت مع الأزهر كمؤسسة دينية
رسمية لها وجودها القوي والمؤثر ولا علاقة للجنة السياسات بتلك المشاكل علي الإطلاق
وفي أزمة وليمة لأعشاب البحر كان فاروق حسني الطرف الأقوى لكن لأنه لا يجوز أن يسمح
بهزيمة الأزهر فكانت التضحية هنا بإبراهيم أصلان وحمدي أبو جليل باعتبارهما
المسئولان عن نشر تلك الرواية في المجلس الأعلي للثقافة أما في أزمة الروايات الثلاث
كان الضحية لابد وأن يكون علي أبو شادي نفسه باعتباره رئيس الهيئة المسئولة عن
نشرها وباعتباره المسئول الأول عن النشر في هيئة قصور الثقافة .
كتب أحد المعلقين علي المقال السابق
الإشارة إليه فقال بأن الثورة ضد علي أبو شادي كانت من داخل الهيئة لصراع مع القيادات
التي كانت طامعة في منصب رئيس الهيئة بدلا منه وهذا أيضا لم يكن صحيحا برغم أن علي
أبو شادي لم يكن الأقدم ولم يكن أصلا من أبناء الثقافة الجماهيرية ولكنه وفد إليها
منقولا من مركز السينما ولكن اختيار القيادات في عهد فاروق حسني كانت له معايير أخرى
لا تتعلق بالأقدمية ولا بالكفاءة ولكن بأهل الثقة بدليل أن فاروق حسني بعد إقالة
علي ابو شادي لم يضح به تماما ولكنه احتفظ به إلي ما بعد رحيل عاطف عبيد من رئاسة
الوزارة وأعاده إلي الأضواء مرة أخرى في مناصب أكثر تأثيرا ولم يكن يصارعه أحد كما
زعم أحد المعلقين علي هذا المنصب بل إن علي أبو شادي نفسه هو من افتعل صراعا بينه
وبين القيادات الأقدم منه في الثقافة الجماهيرية ومنهم عمر البرعي وكنت واحدا منهم
حتي أنه عندما دعوته لحضور احتفالية أقمتها في طنطا في ذكري الفنان الراحل محمد
فوزي عندما كنت مديرا عاما لثقافة الغربية إبان تعيينه رئيسا لهيئة قصور الثقافة
لم يخف توجهاته فقال لي في مسرح البلدية أنكم ( يقصد قيادات ما سمي بالحرس القديم
) خلال عامين علي الأكثر ستخرجون للمعاش أما أنا ( يقصد نفسه ) فما زال لي في
الخدمة سبع سنوات ، وأسوق دليلا آخرا فأن الثقافة الجماهيرية حتي اللحظات الأخيرة قبل
أن تتحول إلي هيئة لم يكن بها سوي درجة مدير عام واحدة فقط وبعد أن صار سعد الدين وهبة
الوكيل الأول لوزارة الثقافة وتولي سعد عبد الحفيظ رئاسة الثقافة الجماهيرية كان الذي
يشغل هذه الدرجة محمود سامي ثم عبد المنعم السكرمي رحمة الله عليهما وبعد أن خلت الدرجة
بإحالتهما للمعاش ذهب وفد منا كنت واحدا منه وصلاح شريت وعمر البرعي وقابلنا الأستاذ
سعد وهبه في مكتبه بشجرة الدر بالزمالك لنزكي زميلنا الراحل فؤاد عرفة لشغل هذه الدرجة حتي
لا يندب عليها أحد من خارج الجهاز وقد كان إلا أن فؤاد عرفه رحمه الله أيضا كانت
له رؤى أخرى فلعب لعبة كبري فيعد تعيينه تنكر لنا وقام بالتنازل عن المقر القديم للثقافة الجماهيرية بشارع
الجلاء في مبني البنك الصناعي نظير صفقة كبيرة أثير حولها لغط كبير واشتري في إطار
تلك الصفقة المشبوهة المقر الحالي لهيئة قصور الثقافة في عمارات العرائس بالقصر
العيني وأيضا لعب فؤاد عرفة لعبة أخرى في صفقة مشبوهة أيضا تنازل بمقتضاها عن مقر
مسرح السامر وهدمه بزعم إعادة بنائه وبعد الهدم لم يستطع البناء عليها لنشوب نزاع قانوني حول ملكية الأرض وتقلصت المساحة واقتصرت علي مبني في
الجراج خلف السامر الذى أصبح ما يسمي بقاعة منف والآن صار السامر خرابة وضاع السامر ؛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق