صفحات من تاريخ الثقافة الجماهيرية 5- شماعة لجنة السياسات

صفحات من تاريخ الثقافة الجماهيرية 

5- شماعة لجنة السياسات 

بعيدا عن تحول جريدة المساء هذه الأيام إلي نافذة خاصة تدار لحساب أحد طرفي صراع شخصي غير مبدئي بين الصديق القديم يسري حسان الصحفي في الصفحة الثقافية بالمساء ونائب رئيس تحريرها الآن  وبين رئيس هيئة قصور الثقافة سيد خطاب صاحب قرار تنحية بعض قيادات منظومة النشر التي سيطرت علي قصور الثقافة ردحا طويلا من الزمن ومنهم يسري حسان نفسه وبعيدا عن الخوض في تفاصيل الحملة التي تستغل المساء لترويجها ضد خطاب ووزير الثقافة حلمي النمنم وبعيدا عن تقييم أسلوب تلك الحملة ومفرداتها الصحفية واللغوية الجديدة علي الصحافة المصرية فقد كتب أحد أعضاء عصابة النشر المتحدة بهيئة قصور الثقافة مقالا مطولا بتلك الجريدة (المساء ) مشاركا في تلك الحملة يزعم فيه أن لجنة السياسات بقيادة جمال مبارك هي المسئولة عن فبركة قضية الروايات الثلاث التي استغلها عاطف عبيد رئيس وزراء مصر الأسبق للإطاحة بعلي أبو شادي من رئاسة هيئة قصور الثقافة لتهيئة المناخ لتعيين أنس الفقي في رئاسة تلك الهيئة وهو كلام فيه الكثير من المغالطة ذلك أنه لم يكن أحد من الأسرة الحاكمة سوزان مبارك أو ابنيها أو الرئيس مبارك نفسه في حاجة لتهيئة المناخ لأي شخص يثقون به لتولي أي منصب كما زعم الكاتب لإضفاء بطولة زائفة علي إقالة أبو شادي بدليل أن الذى خلف أبو شادي في رئاسة الهيئة مباشرة كان محمد غنيم وليس أنس الفقي والذى عينه علي عجل فاروق حسني في منصب رئيس هيئة قصور الثقافة إلي جانب عمله في رئاسة العلاقات الثقافية الخارجية ثم جاء تعيين أنس الفقي  بعد ذلك عندما استقرت أمور الهيئة رئيسا لها وهو الذى لم يكن له أي علاقة بأي وظيفة حكومية ولكن تم تعيينه من الخارج وكل خبرته أنه صاحب دار نشر كبيرة وله إسهاماته المالية والمعنوية في أنشطة القراءة للجميع وفي محيط دائرة الرئاسة ثم أعلن عن مسابقة وظيفية تفصيل بشروط لا تنطبق علي أحد سوي أنس الفقي لتولي رئاسة الهيئة بعد أن تم تعيينه فعلا وكان تعيينه بمثابة تحصيل حاصل مكافأة له علي تلك الإسهامات ثم تضاعفت المكافأة لما تزايدت الإسهامات فارتقي الوزارة ؛

أما حقيقة إقالة علي أبو شادي فقد جاءت من قبيل التضحية به من قبل الدولة لإنهاء الصراع حول إصدار هيئة  قصور الثقافة لروايات ثلاث أصدرتها الهيئة رأي الأزهر يومها وبعض النواب الممثلين للتيار الديني السياسي من الإخوان والسلفيين الذين سمح لهم عبر انتخابات صورية بدخول مجلس الشعب رأوا أن تلك الروايات تتضمن خروجا علي الثوابت  الدينية الإسلامية وازدراء لهذا الدين بل إن أحدها تضمن طعنا في الذات الإلهية فكان لابد من كبش فداء للتضحية به لإنهاء الحملة التي فجرها النائب الإخواني جمال حشمت في مجلس الشعب عندما تقدم بطلب إحاطة لفاروق حسني حول تلك الروايات الثلاث فأصدر عاطف عبيد رئيس الوزراء في ذلك الوقت قرارا في 7 يناير 2001 بإقالة علي أبو شادي من رئاسة الهيئة وأمر فاروق حسني بمصادرة الروايات الثلاث من الأسواق وتنحية لجنة تحرير سلسلة اصوات أدبية المسئولة عن إصدارها وقال عنها الوزير نفسه   ( سهرت عليها (على الروايات) وقرأتها من الجلدة للجلدة كما يقال، وجدت أنها ليست كتابات أدبية ولا إبداعات, هي بالضبط كتابات جنسية لا يمكن أن توصف إلا بأنها تخرج من غرف نوم قذرة". ) 

وأصدر قراراً بإقالة المشرف على النشر في الهيئة محمد كشيك ومدير النشر أحمد عبد الرازق أبو العلا ورئيس تحرير سلسلة أصوات أدبية محمد البساطي ومدير التحرير جرجس شكري، وتعيين محمد غنيم رئيساً لهيئة قصور الثقافة، ومصادرة الروايات الثلاث التي دار حولها طلب الإحاطة وهي: قبل وبعد لتوفيق عبد الرحمن، وأبناء الخطأ الرومانسي لياسر شعبان، وأحلام محرمة لمحمود حامد.

ورغم أن القانون 5 الخاص بتعيين القيادات يمنع عودة من تمت تنحيته من القيادة لعدم الصلاحية فقد تم بعد ذلك وبعد أن هدأت العاصفة عودة جميع من تمت تنحيته وعدم صلاحيته وهم علي أبو شادي الذى وصل لمنصب أمين عام المجلس الأعلي للثقافة ومحمد كشيك الذى وصل لمنصب مدير عام بهيئة قصور الثقافة وأحمد عبد الرازق أبو العلا الذى وصل لمنصب مدير عام إدارة المسرح ليخرج الجميع ألسنتهم في وجه القانون والمجتمع والرأي العام .