الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

3- العمل في الثقافة بين الهواية والاحتراف


3- العمل في الثقافة بين الهواية  والاحتراف









بدأت في العمل كمدير لقصر الثقافة بدمياط وكانت محافظة بورسعيد مهجرة في كثير من المحافظات وكان بدمياط أعداد كبيرة من أهلها احتلوا كل رأس البر وكثير من أحياء دمياط وكان أغلب رواد القصر من شباب وشابات بورسعيد المحبين للفن والثقافة في مقابل انصراف الدمايطة عن الثقافة لأنها في نظر الأسر في ذلك الوقت مضيعة للوقت ، والمصلحة أهم فكانت بداية صعبة في مكان منقوص ومحروم من المسرح الذي هو أهم مرفق في أي قصر ثقافة ورواد قليلون أغلبهم بورسعيدي وخصومة بين الأدباء وبين أدارة الثقافة بسبب حل جمعيتهم المستقلة وضمها لجمعية رواد قصر وبيوت الثقافة في محافظة دمياط فيما بعد وارتباط شخصي أثير بين قيادات الحركة الأدبية وبين المدير الشاب المنقول والذي أخذت مكانه علي غير هواهم تلك باختصار شديد كانت البداية وكانت بداية شديدة الصعوبة إلا أن الله وفقنا واستطعنا تجاوز كل المعوقات فيما بعد .
ولأن العمل في الثقافة يحتاج إلي إلمام معقول بأبجديات الثقافة وممارسة العمل بها من منطلق الهواية وليس الاحتراف ومن ثم الإيمان بأن العمل مع المثقفين يحتاج إلي كوادر مثقفة تستطيع أن تحتوي كافة المثقفين والمبدعين في شتي المجالات وليس إلي موظفين وهذا ما تطلب الاعتماد بشكل كبير علي الرواد في إدارة شئون الثقافة .
وطالما كانت العلاقة متوازنة وندية بين المدير المثقف ورواد الثقافة حقق الاثنان ما يأملان فيه من نجاح أما إذا تعالي أحدهما علي الآخر فالفشل ينتظرهما بمعني أن الإداري الذى بطبيعة الحال يملك مقومات الإنسان المثقف لا ينبغي أن يتعالي إداريا علي الأدباء والمثقفين لأنه يخدمهم ويعمل علي إتاحة سبل تحقيق الذات بالنسبة لهم وفي نفس الوقت ينبغي علي المثقفين ألا يتعاملوا مع الإداري علي أنه فنيا في مرتبة دونية باعتباره مجرد موظف لا يملك ما يمتلكونه من أدوات الإبداع في حين أنه لابد أن يكون مبدعا في مجاله الإداري وهي ملكة مثل ملكة الإبداع في الأدب أو الفن تعتمد علي رصيد لا يستهان به في شتي فروع الثقافة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق