جامع عمرو بن العاص بدمياط
كتبهامحمد عبد المنعم إبراهيم ، في 29 أبريل 2009 الساعة: 21:16 م
د. محمد حسن الزيات - وزير الخارجية الأسبق د. محمد فتحي البرادعي - محافط دمياظ
رحم الله الدكتور محمد حسن الزيات وزير خارجية مصرالأسبق عندما تقاعد وتفرغ للعمل السياسي في دمياط كان شغله الشاغل وهمه الدائم السعي لدي كل المسئولينفي وزارة الثقافة للعمل علي إعادة ترميم مسجد عمرو بن العاص في دمياط وإنقاذه من الإندثار .. والفناء الذى كان قاب قوسين أو أدني منه ، ويلقي الرجل ربه دون أن يجد أذنا صاغية تسمع له وهو يشرح باهتمام بالغ أهمية هذا المسجد الأثري وكنا أحيانا نتعجب كيف لهذا الرجل أن يعطي لهذا المسجد هذه الأولوية في اهتماماته والمدينة تتجاور فيها المساجد بشكل غير معهود في غيرها من المدن كما أن المسجد قد وصل إلي حالة يرثي لها من انهيار ورشح ومياه صرف صحي ومنطقة مهملة من المقابر القديمة التي تحيط به والتي أصبحت وكرا لكل ماهو قبيح ، وظل الحال كذلك وبناء المسجد يتهاوي يوما بعد يوم حتي قيد الله أمرين ، أن يتولي د. زاهي حواس ابن دمياط رئاسة هيئة الآثار وأن يتولي الدكتور محمد فتحي البرادعي أمر محافظة دمياط فكان ذلك نقطة تحول في تاريخ المسجد حيث تم إنقاذه وترميمه وافتتاحه في عيد دمياط القومي في 8 مايو 2009 ، والحفاظ علي الآثار الإسلامية الموجودة بالمحافظة ساهم فيها بالرأي متحمسا رجل آخر من رجال الخارجية المصرية هو السفير عبد الرءوف الريدي وهو أيضا من أبناء دمياط وأدرك الجميع أن دمياط يوجد بها بعض المساجد ذات التاريخ القديم والتي تعتبر نماذجا للحضارة والعمارة الإسلامية كانت مهددة بالانهيار والاندثار ولو حدث لكانوا مسئولين تاريخيا عن ذلك ، وقد أمكن بالفعل بالتعاون مع الهيئة العامة للآثار إنقاذ ثلاثة مساجد وترميمها وسيتم افتتاحها تباعا هذا العام وهي مسجد عمرو بن العاص بدمياط ومسجد الحديدي بفارسكور ثم مسجد المعيني بدمياط . بلغت تكاليف ترميمها حتى الآن 37 مليون جنيه .
مدخل الجامع بعد الترميم د. زاهي حواس - رئيس هيئة الآثار
مدخل الجامع بعد الترميم د. زاهي حواس - رئيس هيئة الآثار
جامع عمرو بن العاص
قبيل منتصف القرن السابع الميلادي أصبحت مصر ولاية عربية خاضعة للحكم العربي ودخل الدين الإسلامي إليها ، وقد قام المقداد بن الأسود من قبل جيوش عمرو بن العاص بفتح دمياط حيث سيطر العرب علي منافذ النيل علي البحر المتوسط . وتم بناء جامع عمرو بن العاص في دمياط وهو ثاني مسجد بني في مصر و يعد من أشهر مساجددمياط وأقدمها أنشأه المسلمون بعد فتح المدينة عام 21 هجرية ، الذى وافق عام 642 ميلاديا علي طراز جامع عمرو بن العاص بالفسطاط بمصر القديمة وبه كتابات كوفية و أعمدة يعود تاريخها إلي العصر الروماني. يطلق عليه أيضاً (مسجد الفتح) نسبه إلي الفتح العربي . وكان المسجد يتكون من قبة في وسطه ، يحيط به أربعة إيوانات ويوجد بالجهة الغربية المدخل الرئيسي للمسجد وهو مدخل بارز عن جدرانه و بالقرب من الباب توجد قاعدة المئذنة المربعة ، وما برح المسجد قائماً حتى جدده الفاطميون عام 1106 ميلاديا .
وأعجب ما في تاريخ هذا الجامع أنه تحول من مسجد إلي كنيسة إلي مسجد عدة مرات. فحينما استولي (جان دي برين )علي دمياط عام 1219 ميلاديا حول هذا المسجد إلي كنيسة ولما خرج الصليبيون من دمياط عام 1221 ميلاديا تحول إلي مسجد مرة أخرى .
وفي عام 1249 ميلاديا حينما دخل لويس التاسع دمياط حول المسجد إلي كاتدرائية وأقام بها حفلات دينيه كبيرة كان يحضرها نائب البابا وتم فيها تعميد الطفل الذي ولدته زوجته وأسمته يوحنا الحزين ولقبته (John Trieste ) أي الحزين لما واكب ولادته من أهوال الحرب والهزيمة وأسر والده .
وفي منتصف السبعينيات بدأ يعاني من ارتفاع منسوب مياه الرشح بالمنطقة المجاورة, وساءت أحواله واستعيض عنه في ذلك الوقت ببناء مسجد مجاور هو مسجد أبي المعاطي ، ثم بدأ منذ عدة سنوات مشروع لخفض هذا المنسوب ثم توقفت أعمال الترميم حتي عام 2005 حين تمكنت المحافظة بالتعاون مع هيئة الآثار من وضع حجر الأساس لمشروع ترميم المسجد واستمرت الأعمال منذ هذا التاريخ حيث تقرر البدء في رفع أرضية المسجد.. والحفاظ علي الأعمدة المصنوعة من الرخام التي تعود إلي العصر الروماني وأيضا أعمدة من الحجر القاتم والمرمر السماقي. ،وقد تم ترميم مسجد عمرو بن العاص على غرار مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط وسوف يتم افتتاح المسجد الذي شيد علي مساحة 3000 متر مربع في العيد القومي لمحافظة دمياط هذا العام الذي يصادف يوم الجمعة 8 مايو 2009.بحضور فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر والدكتور محمود زقزوق وزير الأوقاف والدكتور زاهي حواس رئيس الهيئة العامة للآثار والدكتور محمد فتحي البرادعي محافظ دمياط .
المنبر القديم لجامع عمرو بن العاص بدمياط لأعمدة الرخامية ويرجع تصميمها إلي الطراز الروماني
المنبر القديم لجامع عمرو بن العاص بدمياط لأعمدة الرخامية ويرجع تصميمها إلي الطراز الروماني