السبت، 16 فبراير 2013

فرج فوده - الجانب الآخر



فرج  فوده  - الجانب الآخر

كتبها محمد عبد المنعم إبراهيم ، في 9 يونيو 2011 الساعة: 08:50 ص

مقدمة أراها ضرورية 
كنت وأخي عبد الرحمن مع فرج وشقيقه محي وابن عم والده سلطان نعيش في كنف أسرة كبيرة تضم ثلاثة أسر حيث كان والدي يعمل مع جده الحاج فرج علي فوده وشقيقه محمد علي فوده بعد أن هاجر الثلاثة من الإسكندرية بمصنع الصابون ملكهم إلي الزرقا قرية الشقيقين بينما كان أبي رحمه الله سكندريا واستوطن الزرقا ومات بها فكانت الحياة مشتركة في المأكل والملبس وفي كل شيء إلا المسكن ورغم كل ذلك كان جل وقتنا  نقضيه جميعا في منزل أسرة فوده مابين اللعب والمذاكرة حتى تفرقت بنا السبل  

  أقامت جماعة تطلق علي نفسها اسم "الخروج للنهار" - حركة فكرية تقدمية - احتفالية يوم السادس من يونيو 2011 بقصر ثقافة دمياط لإحياء الذكري 19 للمفكر والكاتب الدكتور فرج فوده والذي أطلقوا عليه شهيد التنوير باعتبار أنه من مواليد الزرقا محافظة دمياط عام 1945. قد وجّهت الجماعة الدعوة لعدد من ممثلي أحزاب المعارضة بدمياط عدا الإخوان المسلمين؛ وتضمنت الاحتفالية عرضا لمؤلفات الدكتور فرج فودة وهي 10 كتب قدمها الدكتور محمد سليم المدرس بكلية الحقوق؛ و تضمن الاحتفال فيلما وثائقيا عن حياة فرج فودة؛ كما حظيت المناظرة التي أجراها الراحل مع الشيخ محمد الغزالي بمعرض الكتاب بالقاهرة باهتمام خاص في الاحتفال باعتبارها كانت المقدمة التي أدت إلي اغتياله فيما بعد.   











فرج علي فرج علي فوده هذا هو اسمه الكامل ولد في  20 أغسطس من عام 1945 بالزرقا محافظة الدقهلية في ذلك الوقت والتي أصبحت تابعة لدمياط فيما بعد صدور أول قانون للمحليات بعد الثورة وقتل اغتيالا في 8 يونيو 1992بالقاهرة أمام مكتبه في شارع أسماء فهمي بمدينة نصر ، وقد تحدث مقدم العرض الدكتور محمد سليم المدرس المساعد في حقوق عين شمس كما عرف نفسه وقدم في عجالة الكتب العشرة التي نشرها فرج فوده في حياته وتحدث عن مساجلات فرج فوده مع الشيخ الغزالي وتجاهل استفزازه الذى كان مستمرا  للراحل الشيخ صلاح أبو إسماعيل كما تجاهل الجميع هو ومن تحدثوا من بعده نشأة فرج فوده في طفولته وصباه والتي كان لها دور كبير في تكوين شخصية فرج فوده فيما بعد ، حيث تزوج والده رحمه الله ثلاث مرات من بعد وفاة كل منهن وكان هو وإخوته محي الذي استشهد بعد تخرجه من الكلية الحربية مباشرة في حرب يونيو 1967 وراوية وشادية وشمس أبناء الزوجة الثانية ولما انتقل أباه إلي الإسكندرية ثم إلي القاهرة ليعمل بالمصانع الحربية وسكن بالمنيل ليتزوج للمرة الثالثة مما اضطره إلي ترك ابنته من الزوجة الأولي تهاني وشهرتها ليلي من زوجته الأولي وأولاده من  زوجته الثانية في الزرقا للجد فرج فوده الكبير ليرعاهم بعد أن ماتت أمهم وكانت من شربين من عائلة تجارية شهيرة وهي عائلة العيشي  وكان الجد وشقيقه الحاج محمد رحمهما الله ميسورين من صناعة وتجارة الصابون بعد هجرتهم بهذه الصناعة من الإسكندرية خلال الحرب العالمية الثانية إلي قريتهم الزرقا وعندما وسع الله الرزق عليهم اتجها إلي إقامة مشروع كبير لضرب الأرز وبعض الصناعات المترتبة عليه ونتيجة لسياسات خاطئة تدهور حال المضرب فاستولي عليه البنك وفاء لقروضه وتدهورت حالة الأسرة اقتصاديا وعادت مرة أخري إلي صناعة الصابون وتجارته علي نطاق ضيق  وعاني فرج وأخوته في تلك الفترة من شظف العيش لتدهور حالة الجد المالية والتمييز بينه وبين أبناء العمومة الذين كانوا أحسن حالا ومنهم الدكتور سلطان محمد فوده رحمه الله الذي كان زميلا لفرج في النشأة والدراسة حتى حصل كلا منهما علي الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي ثم اتجه فرج متأثرا بالاضطهاد المادي والعيشة الصعبة وفكر جدة عضو المحفل الماسوني بالإسكندرية فورث عنه كتب الماسونية وكان فرج شديد الذكاء ومحبا لدرجة النهم للقراءة فدرسها وتأثر بها بالإضافة إلي قسوة الحياة في مقتبل العمر مما اضطره إلي الانتقال مع إخوته بعد وفاة الجد وشقيقه الحاج محمد من قبله ، إلي شربين للعيش في كنف أخوالهم وجدهم لأمهم مصطفي العيشي كل ذلك جعله يحس بالرغبة في التفوق والتميز والتعويض مما لاقاه من تدين عمه لأبوه والذي قتر عليه في مقابل إسرافه علي أبنائه خاصة ابنه سلطان بينما نشأ الأخير متأثرا بتدين والده فكان أكثر منه تحفظا وتزمتا وانعكست أفكاره علي إخوته وأخواته فلبست البنات النقاب وربي الرجال لحاهم وحدثت فرقة شديدة بين فرج وأخوته وبين سلطان وأخوته لتباين الاتجاهات الدينية بين الطرفين من النقيض إلي نقيضه فقد كان أبناء الحاج محمد فوده عم والده شديد التدين إلي درجة التزمت أحيانا وكان فرج شديد التحرر متأثرا بالتمييز العائلي وما اختزن بداخله من مكتبة جده المتحرر والشديد الإعجاب بمصطفي كمال أتاتورك وما قام به في تركيا  من إصلاح وسعي فرج بعد أن تغيرت أحواله وظروفه المادية إلي إبراز تميزه المالي عن أبناء عمومة والده في إطار المنافسة السيكولوجية التي صنعت فكره واتجاهاته في ظروف سياسية كانت تسمح بكل ذلك عندما أطلق السادات الجماعات الإسلامية المتشددة من عقالها لمحاربة الفكر الاشتراكي والمد الشيوعي الذي غرسه عبد الناصر فانقلب السحر علي الساحر وقتل شيطان الإرهاب من أطلقه من القمقم وهو السادات وبعد أن حاول فرج فوده أن يكون شيئا في المجتمع بتكريس نشاطه في استفزاز الشيخ صلاح أبو إسماعيل والشيخ محمد الغزالي في كتاباته وفي محاضراتهما بل وطلب مناظرتهما وتحداهما أكثر من مرة وكان له مريدين ممن كان ينفق عليهم بسخاء أمثال سيد القمني وإسحاق حنا وغيرهم ووصل به الثراء الفاحش أن كان أحيانا لا يتورع أن يأخذ الطائرة إلي باريس لتناول العشاء والعودة في الصباح مع أحد بعد أن  كان قد وصل به الحال في بداية  التحاقه بالتعليم الثانوي أنه كان يقترض السيجارة من بعض أصدقائه ومن يعرفونه فقد كان مدخنا شرها ، لقد كانت حياة فرج فوده حياة حافلة بالمتغيرات الدرامية والتراجيدية أعتقد أنها كانت في بعض الأحيان أكثر مأساوية من موته .
 * فرج فوده كان ليبراليا علمانيا فما علاقة فكره بفكر جماعة الخروج للنهار التي تقول عن نفسها انها حركة فكرية تقدمية .
* ما علاقة الغزالي رحمه الله بجماعات التكفير والهجرة الذي لو كانوا أدركوه لقتلوه كما قتلوا الشيخ الذهبي رحمه الله . إلا إذا كانت شهادته بالمحكمة قد أخذت عليه فماذا كان ينتظر من الرجل أن يقول عن فكر فرج فوده الديني غير ما قال . لقد احتشدت كتب فرج للأسف الشديد يما يصرخ بأنه مرتد ولا شك فما تفسير الجماعة ومحبي فرج فوده  ( وأنا أكثر منهم حبا له فقد تربينا سويا في منزل واحد نأكل من نفس الطعام ونلبس نفس الملبس ولا نفترق إلا للنوم  ) وكنت دائم اللقاء معه في رأس البر في مارين النيل وآخر لقاء لي معه قبل موته بشهور قليلة صدمني بكتاب له أهداه لي مع سؤال كيف يدخل المبشرون بالجنة إليها في حين أنهم تقاتلوا فيما بينهم في معركة الجمل بعضهم في صف عائشة والبعض الآخر في صف علي بن أبي طالب عملا بالحديث القائل القاتل والمقتول في النار ، ويومها عرضت الكتاب علي بعض المشايخ الأفاضل في دمياط وطلبت إليهم ان يردوا عليه وتعهدت بطباعة الرد علي نفقة قصر الثقافة إلا أن أحدا منهم لم يقبل للأسف إلا واحدا وهو الراحل الشيخ أحمد موسي رحمه الله وتعهد بالرد إلا أن المنية لم تمهله فلم يرد ولم يعد لي الكتاب
* ما علاقة الإخوان المسلمين بالغزالي أو بالتكفير والهجرة التي خلط بينهم جميعا مقدم البرنامج فلكل فكره ومنهاجه المختلف تماما عن الآخر
* ما آلمني أكثر ألما شديدا أن يتخذ أحد المتطرفين من النصارى في غرفة من غرف البال توك علي شبكة الإنترنت اسم فرج فوده اسما مستعارا له وأصبح من أشد المتهجمين علي الإسلام ورسوله بل وإله المسلمين إعجابا بشخصية فرج المتمرد علي دينه والمروج لبعض الشبهات حوله  حسب رؤيته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق