نحن وأمن الدولة - حديث الذكريات
كتبها محمد عبد المنعم إبراهيم ، في 26
ديسمبر 2011 الساعة: 12:40 م
حديث
الذكريات ( 6 )
نحن وأمن الدولة
في منتصف عام 1975 تقريبا كان سعد وهبة
قد انتقل إلي ديوان عام وزارة الثقافة وكيلا أول للوزارة وعين سعد عبد الحفيظ رئيسا
للثقافة الجماهيرية وكانت قد ظهرت اتجاهات لتحويل كيانات الثقافة الجماهيرية في المحافظات
إلي مديريات وكان المهندس سعد الكسار ( دمياطي أصلا ) قد رقي مديرا عاما في الثقافة
الجماهيرية وكانت هي الدرجة الوحيدة للمدير العام بعد الراحل محمود سامي ومحمد يوسف
وكانت نوايا سعد الكسار الإيحاء إلي سعد عبد الحفيظ بتعيين أحد أبناء المنصورة رحمه
الله مديرا للثقافة في دمياط بعد كل ما بذلته في المحافظة فذهبت إلي سعد وهبة في الوزارة
بالزمالك في شارع شجرة الدر وقابلته وحكيت له ما يحدث فهاج وثار وطلب سعد عبد الحفيظ
تليفونيا وأمره أن بإعطائي حقي وبالفعل صدر القرار بتعييني مديرا لمديرية الثقافة بدمياط
وظل الوضع علي ما هو عليه حتى تم تعيين عبد المنعم الصاوي وزيرا للثقافة واعتكف سعد
وهبة في مكتبه الخاص بشركة الفجر للإنتاج الفني وجاء الصاوي بعبد الفتاح شفشق ليتولي
رئاسة الثقافة الجماهيرية وجاء الرجل محملا بقرارات جاهزة لنقل جميع المديرين الموالين
لسعد وهبة خارج محافظاتهم واستدعاني شفشق لمكتبه وقال لي بأن معه قرار بنقلي إلي الوادي
الجديد فقلت له لماذا فقال لأنك مصنف عند الوزير أنك شيوعي وحولت القصر إلي خلية شيوعية
فقلت له لو كنت شيوعي في دمياط فسوف أكون بعد النقل أكثر خطرا بشيوعيتي في الوادي الجديد
ثم أن الفيصل في هذا التصنيف هو جهاز أمن الدولة وكان علي رأسه في دمياط اللواء إبراهيم
الشيخ وكان رجلا أمينا وحكيما وكانت قد حدثت أزمة الأدباء في بورسعيد واعتقل محمد السلاموني
ثم قبض علي كامل الدابي هنا في دمياط كشاهد علي السلاموني وكان موفدا إلي بورسعيد للمشاركة
مع وفد أدبي من دمياط للمشاركة في احتفال بورسعيد بعيدها القومي وهذا الموضوع وحده
يحتاج لصفحات طويلة للكلام عنه فخباياه كثيرة حتى الآن المهم اقتنع شفشق بكلامي ووعدني
بإرجاء القرار حتى يأتي إلي دمياط ويقابل المحافظ ورئيس أمن الدولة لسؤالهم عني وبالفعل
قدم إلي دمياط والتقي بالمحافظ المهندس محمد عبد الهادي سماحة وكان معه سكرتيرا عام
من القلائل المحترمين الذين عملوا بالمحافظة اسمه محي عبيد وحضر اللقاء إبراهيم ا لشيخ
وأجمع الكل علي شهادة إيجابية لصالحي خرج بعدها شفشق وكان بصحبته الزميل العزيز الفنان
عبد الرحمن الشافعي وعاد وقرر الإبقاء علي في موقعي ، كان قد سبق ذلك انتخابات لمجلس
الشعب عام 1975 في عهد ممدوح سالم وكان السادات قد حاول انتهاج منهج أقرب إلي الديمقراطية
بدل الحزب الواحد الاتحاد الاشتراكي بعد حادثة مراكز القوي وما أطلق عليه بعد ذلك ثورة
التصحيح فأنشأ ثلاث منابر يسار ووسط ويمين وانضممت بطبيعة الحال إلي منبر اليسار وكان
رئيسه خالد محي الدين وكان معنا في البداية بدمياط محسن الليثي ومحمد حبيب الشناوي
وبعض كوادر منظمة الشباب التي كانت قد حلت وأقنعوني بالترشيح لمجلس الشعب في دائرة
فارسكور وكان المنافس هناك عبد الرءوف شبانة صاحب معامل الجبن المعروف رحمه الله مرشحا للوسط وفي دمياط كان مرشحا
محمد عبد السلام الزيات و في منافسة مع حمدي عاشور وكان طبيعيا أن يلتف المثقفون حول
الزيات فاتهم الجميع بالشيوعية وتفرغ موسي صبري في الأخبار لمهاجمة الجميع وفاز حمدي
عاشور وشبانه وهزم سعد وهبة في الأزبكية في مواجهة عبد المنعم الصاوي يومها قال لي
سعد وهبة ( أنت وصابر بخيت مدير البحر
الأحمر اللي وديتوني في داهية ) بسبب انتمائنا لمنبر اليسار والتصقت بنا من يومها تهمة
الشيوعية وانعكست علي العمل في الثقافة الجهاز الحكومي والذي أصبح مطاردا ومحاصرا ومراقبا
من أجهزة الأمن بعد ذلك باعتباره قد تحول بقصور الثقافة إلي خلايا شيوعية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق